"أذان الشايب" و"اللزاقيات".. أكلات شعبية حورانية، تزدهر في رمضان


يذخر المطبخ الحوراني، بالعديد من الأكلات الشعبية الشهيرة، التي تشهد إقبالاً كبيراً من الأهالي خلال شهر رمضان الفضيل.

وتُعد أكلة "أذان الشايب" أو "الششبرك"، واحدة من هذه الأكلات، التي تلقى قبولاً ملحوظاً لدى الصغار والكبار في مناطق درعا؛ نظراً لمذاقها اللذيذ وطراوة مضغها.

وتشير "أم صادق"، 46 عاماً، وهي ربة منزل، إلى أن أكلة "أذان الشايب" أو"الششبرك" تتكون من اللحم، والبصل، والعجين، والبهارات والملح، واللبن الرائب، وهي من الأكلات الشعبية المشهورة جداً في مناطق حوران.

وأضافت أن هذه الوجبة، تعتبر من أرخص الوجبات الكبيرة، التي يدخل في مكوناتها اللحم، لافتة إلى أن نصف كيلو غرام من اللحم بـ 1750 ليرة سورية، و2 كيلو من الطحين بـ 500 ليرة سورية، مع كيلو من اللبن الرائب 250 ليرة سورية، وكيلو من البصل بـ 250 ليرة سورية، تكفي لإطعام 8 أشخاص على الأقل.

وأكدت أن التوفير من التكاليف المادية لهذه الأكلة، يتم من خلال التقليل من كمية اللحم، وزيادة كمية البصل المستخدم في الحشوة، إضافة إلى التخلي عن بعض المواد الأخرى، التي تدخل في تركيبة الحشوة، كالصنوبر أو الفستق، مبينة أن العديد من الأسر؛ تلجأ إلى هذه الطريقة حالياً, بسبب الظروف الاقتصادية السيئة.

وقالت: "إن تحضير أكلة (أذان الشايب) أو (الششبرك) تتم أولاً بتحضير العجينة الخاصة، التي تتكون من: الدقيق، والماء، والملح، دون استخدام الخميرة، وتركها لبعض الوقت".

وأضافت: "ثم يطهي اللحم مع البصل المقطع والبهارات حتى النضوج وبعد هذه المرحلة تتم عملية فرد العجين بواسطة (الشوبك) حتى الحصول على ثخانة محددة تصل إلى 4 مم".

وقالت: "بعد ذلك يتم تقطيع العجين إلى دوائر صغيرة قطرها 4 سم بواسطة فنجان أو كأس شاء؛ لتبدأ بعدها عملية حشي العجين بالحشوة المعدة؛ وثنيها لتصبح على شكل صيوان الإذن، ثم يتم وصل طرفي القطعة؛ لتصبح على شكل صدفة"، لافتة إلى أن هذه العملية تستمر حتى يتم الانتهاء من كامل الكمية.

وأضافت: "بعد الانتهاء من هذه العملية، يتم وضع اللبن الرائب الممزوج بالماء على نار هادئة مع التحريك المستمر، حتى يصل إلى مرحلة الغليان، ثم نضيف قطع آذان الشايب إلى اللبن المغلي، ونتركها 15 دقيقة حتى تنضج، بعد ذلك يتم سكب الطبخة في أوانٍ واسعة وتقديمها ساخنة".
 
اللزاقيات حلويات أهالي حوران في رمضان
 
كما وتشتهر مناطق درعا بأكلة أخرى وهي "اللزاقيات" وهذه الأكلة من الحلويات الشعبية، التي تصنع في المنازل حصرياً خلال شهر رمضان وفي بعض المناسبات وهي غير متوفرة في الأسواق.

وحول هذا الموضوع أكدت فاتن العمر وهي خريجة فنون نسوية، أن "اللزاقيات" هي نوع من أنواع الحلويات الشعبية الرخيصة، وتؤكل في جميع الأوقات، لكن يزداد الإقبال عليها في شهر رمضان؛ بسبب حاجة الجسم الكبيرة للسكريات.

وبينت أن اللزاقيات كانت تخبز سابقاً على الصاج، لكن الآن يمكن خبزها داخل المنزل بصينية أو إناء لا يلصق وعلى الغاز، أو على أي مصدر حراري آخر.

ولفتت إلى أن "اللزاقيات"، تتكون من الطحين، والسكر، وزيت الزيتون، وكلها في متناول اليد ورخيصة، كونها متوفرة في مونة البيت.

وقالت: "يتم تحضير العجينة الخاصة بصناعة اللزاقيات، بخلط الدقيق مع الماء حتى تصبح العجينة رخوة ومطواعة".
 
وأضافت بعد ذلك يتم وضع الصينية على النار؛ بعد دهنها بقليل من الزيت، ثم نبدأ بخبز العجينة على شكل أرغفة رقيقة، وكلما تم الانتهاء من خبز الرغيف، يدهن بزيت الزيتون، ويرش بالسكر، ويوضع فوق الرغيف الذي سبقه.

وأضافت أن هذه العملية تستمر حتى الانتهاء من خبز كمية العجين، ثم توضع الأرغفة في إناء واسع كما هي فوق بعضها البعض، ويتم تقطيعها إلى أقسام مربعة، أو مثلثة، وتقدم باردة.
 
وأشارت إلى أن هناك البعض، يستبدل السكر بالقطر، أو بالحلاوة، ويضيف إليها جوز الهند الناعم، ومنهم من يستبدل زيت الزيتون بالسمنة العربية، وكل حسب رغبته وإمكاناته.

وأكدت أن تحضير "اللزاقيات" سهل جداً، وتكاليفها رخيصة، وهي تلبي احتياجات الجسم للسكريات، كما وأنها ضيافة سريعة التحضير.


ترك تعليق

التعليق