المشافي والمراكز الصحية في الرقة.. تستعيد عافيتها بمساعدة منظمات دولية


كغيرها من مرافق الحياة، تأثرت المشافي والمراكز الصحية في مدينة الرقة وريفها بشكل كبير جراء الحرب والقصف الذي تعرضت له طوال السنوات الماضية، حيث تم تدمير الجزء الأكبر منها وأُخرج بعضها عن الخدمة. ولكن الوضع الصحي بدأ يستعيد عافيته منذ أشهر بمساعدة المنظمات الدولية الداعمة للقطاع الطبي في الرقة.

 وأكد مسؤول الصحة السابق في الرقة د. فراس ممدوح الفهد، أن الرقة تفتقر لأي مشفى عام منذ أكثر من سنتين سوى مستوصفات ومشاف خاصة باستثناء مشفى التوليد المجاني الذي تم تأهيله والإشراف عليه من قبل منظمة تدعى "سيريا ريليف" التي قامت باستيراد أجهزته الطبية من مناطق أخرى.


 ولفت الفهد في تصريح لـ"اقتصاد" إلى أن هناك تنسيقاً بين المجلس المحلي لمدينة الرقة والمنظمات المحلية والدولية بخصوص توريد احتياجات مشفى التوليد من الخارج في حال عدم توفرها في شمال شرق سوريا عبر معبر "سيمالكا" مع شمال العراق (كردستان) ويتم إيصالها للرقة.

وكانت "منظمة أطباء بلا حدود" أولى المنظمات التي عملت في الرقة بعد القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في المدينة.

 ولفت محدثنا إلى أن المرافق الصحية في المدينة كانت بحالة سيئة جداً ولكن المشفى الوطني كبناء يعتبر الأقل ضرراً من غيره مما شجع "أطباء بلا حدود" الهولندية على البدء بمشروع كبير لتهيئة القسم الشمالي من المشفى.

المصدر أشار إلى أن المنظمة المذكورة جهزت قبو المشفى و 4 طوابق بشكل كامل وقامت بعض المنظمات الدولية بتقديم الأجهزة للمشفى والتكفل بأتعاب أطباء وكوادر المشفى وتجهيز عدة أقسام في المشفى الذي تم افتتاحه قبل أيام مجاناً للمرضى، وباشر بتقديم الخدمات المجانية التالية:- استقبال مرضى القصور الكلوي - خدمات إسعاف جراحي للحوادث والرضوض تشمل الجراحة العامة والعظمية. وليس هناك دعم حالياً لبرنامج عمليات باردة. إلى جانب العيادات الخارجية الصباحية للداخلية والجراحة العامة والبولية، وكذلك عيادات إسعاف داخلية وجراحة 24 ساعة وقسم عناية عامة وقلبية سيكون جاهزاً بعد وصول أجهزته قريباً.


 ووعدت بعض المنظمات-كما يقول المصدر- بتأهيل قسم العينية.

ولفت د. الفهد إلى أن المشفى الوطني يفتقر حالياً لقسمي أطفال ونسائية لكون هذين التخصصين يتم تخديمهما من قبل مشافٍ ومستوصفات قريبة من المشفى الوطني. وأردف أن العمل جار حالياً على وضع خطط لتحسين وإضافة خدمات أخرى وتفعيل أنشطة أخرى للمشفى، وهذا مرتبط-حسب قوله- بالدعم المقدم لقطاع الصحة.

وحول الشكاوى من نقص الانسولين لمرضى السكري في المدينة، وكيف يتم تأمينه؟، أوضح مسؤول الصحة السابق في الرقة أن هذه المادة كانت تُشترى من قبل المرضى قبل توفيرها بأسعار غالية من غير محافظات وبدأ تأمينها منذ فترة قصيرة حيث تم الحصول على أنسولين دنماركي من قبل منظمة الصحة العالمية في 6 مراكز وهي: مستوصف سيف الدولة والمشفى الوطني في المدينة والمراكز الصحية في "القحطانية" و"ابوقبيع" و"كديران" و"العكيرشي" في الريف. وكذلك تم توفير الانسولين وأجهزة تحليل منزلي للأطفال دون سن 12 من قبل منظمة نساء للسلام، مشيراً إلى أن "التوزيع يتم حسب سجلات المرضى وحصص شهرية تتوزع على المستفيدين ويتم إستصدار دفتر خاص لمرضى السكري".

وفيما يتعلق بمعاناة مرضى الفشل الكلوي أكد د. الفهد أن الرقة كانت تفتقر لأي جهاز غسيل للكلى وكان الوضع كارثياً على المرضى حيث أن أقرب نقطة يتواجد فيها أجهزة غسيل الكلى تتواجد في تل أبيض ما يزيد عن 100 كيلومتر قبل توفرها من فترة قصيرة وبجهازين اثنين فقط في مدينة الطبقة.

 وأردف محدثنا أن المرضى كانوا يضطرون للسفر لمرتين أسبوعياً لمسافة 45 كم مما دفع أهالي عدد من المرضى للإقامة بمدن أخرى كالقامشلي لعدم تكبد عناء السفر.

وكشف المصدر أن أربعة أجهزة لغسيل كلى حديثة صناعة ألمانية وصلت إلى المشفى الوطني في الرقة مع تجهيزاتها المرافقة بعد تأخر وصولها من ألمانيا لعدة أشهر وسيتم استقبال المرضى خلال الأيام القليلة القادمة بعد إتمام عملية تركيب هذه الأجهزة المتطورة.


ترك تعليق

التعليق