"المجدرة" في "القلمون الشرقي".. طبق رخيص، بقيمة اللحم الغذائية


تحرص غالبية الأسر في منطقة "القلمون الشرقي" بريف دمشق، على تحضير أكلة "المجدرة" خلال أيام شهر رمضان، لتكون هذه الأكلة بمكوناتها البسيطة من بين الأطباق الأقل تكلفة بالنسبة لتلك العائلات التي أرهقها غلاء الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة.

في هذا السياق، قالت السيدّة "أم حسان" في تصريح خاص لـ"اقتصاد": "تعدّ المجدرة من الطبخات الشعبية الأكثر تداولاً في المطبخ السوري عموماً، ومنطقة القلمون على وجه الخصوص، وذلك بسبب مذاقها الطيب وفوائدها المتنوعة، بالإضافة إلى سهولة تحضيرها وقلة تكلفتها المادية، وهو ما يشجع أغلب الأسر السورية في الظروف الراهنة على طبخها وتناولها".

وأضافت: "تشكل أكلة (المجدرة) وجبة هامة ورخيصة نسبياً عند أغلب الأسر السورية، لذلك يكثر إعدادها خلال شهر الصوم، من قبل الفقراء والأغنياء على حد سواء، نظراً لقيمتها الغذائية الموازية لتلك التي تحتوي عليها اللحوم الحمراء".

وأشارت "أم حسان" إلى أن العديد من أبناء منطقة القلمون الشرقي، يقبلون على إعداد أكلة (المجدرة) لأنها تخلو من اللحم والدهون الحيوانية المكلفة، وعادةً ما تكون هذه الأكلة حاضرة على موائد الطعام على مدار العام، فهي غير مرتبطة بفصل أو مناسبة محددة.

المقادير وطريقة التحضير

تقوم أكلة "المجدرة" بالأساس على وجود مكونين هما البرغل أو الأرز، إضافةً إلى العدس البني الذي يعتبر الأساس في صناعة "المجدرة"، وتُزين بالبصل المقلي بزيت الزيتون، ويتم تناولها مع اللبن والمخللات أو السلطات بمختلف أنواعها.

وحول المقادير اللازمة لإعداد طبق "المجدرة" لـ 4 أشخاص، أوضحت "أم طارق"، وهي معلمة متقاعدة، أن المقادير تتألف من: كوبين برغل خشن، كوب ونص عدس، نصف كوب زيت زيتون، 3 حبات بصل مقطعة شرائح، ملح حسب الرغبة.

وأضافت "أم طارق" في تصريح لـ"اقتصاد" قائلة إن "طريقة إعداد وتحضير طبق (المجدرة) بسيطة وسهلة للغاية؛ إذ أنها تقوم على غسل البرغل وتنقيته من الشوائب، ثمّ نقعه بالماء لمدّة نصف ساعة تقريباً، بعدها يُنقى العدس من الشوائب ويُغسل جيداً بالماء، ويُوضع على النار مع كوبين من الماء، لفترة تتراوح بين 15-20 دقيقة، وعند استواء العدس تضاف كمية مساوية للعدس من البرغل تقريباً، ويضاف إليها ماء مغلي ليكون مستوى الماء 2سم فوق الخليط، ثمّ نضيف الملح وقليلاً من زيت الزيتون".

وأردفت "ننتظر غليان الماء، ثمّ نخفف النار، ويغطى وعاء الطبخ ويترك لمدّة ربع ساعة، يتم خلالها تقطيع البصل إلى جوانح رقيقة، وقليها جيداً بكمية وافرة من زيت الزيتون، إلى أن يميل لون البصل إلى اللون البني المقرمش، عندها يصفى من الزيت ويوضع جانباً للزينة، فيما نضع الزيت الذي قلينا به البصل فوق المجدرة ونحركها، وأخيراً تُطفئ النار ويترك الإناء مغلقاً لدقائق قليلة قبل السكب".

وختمت قائلة "تحاول بعض العائلات التغلب على غلاء أسعار زيت الزيتون عبر استبداله بالزيت الأبيض، أو خلطه بقليل منه أثناء قلي البصل، لكن مع ذلك تبقى أكلة (المجدرة) واحدة من الأكلات الرخيصة، فتكلفة الوجبة المخصصة لأربعة أشخاص بالكاد تتجاوز 1500 ليرة سورية".

في المقابل ترى "أم حسان" أن مكونات "المجدرة" هي مما يتواجد في مطبخ كل منزل من مونة، كذلك فهي تلجأ إلى إتباع بعض الخطوات التي تساعدها على توفير تكاليف الطبخة مثل: نقع العدس لبعض الوقت ما يسرع في عملية نضجه، وزيادة نسبة البرغل إلى العدس، تقديم سلطة الملفوف، أو اللبن المضاف إليه قليل من الماء إلى جانب طبق "المجدرة".

فوائد المجدرة

يعتبر العدس من أغنى البقوليات من حيث العناصر الغذائية، حيث يعادل اللحم في قيمته الغذائية بل يفوقه في بعض النواحي، ويجمع معظم خبراء التغذية والصحة العامة على أن لـ "المجدرة" العديد من الفوائد منها: تمنح الجسم الطاقة والنشاط، تحتوي على البروتين النباتي الذي يعوض نقص البروتين عند النباتيين، تقوي الأعصاب والجهاز العصبي، تعالج الإمساك وتليين المعدة، تقي من الأورام السرطانية.

إضافةً إلى ذلك أظهرت الدراسات أن تناول العدس أربع مرات في الأسبوع، يساهم في خفض معدل الكوليسترول في جسم الإنسان، ويحمي القلب ويقلل خطر تعرض الجسم للأزمات والمشكلات الصحية الخطيرة مثل: (داء السكري، ارتفاع ضغط الدم)، علماً أنه لا يناسب المصابين بأمراض المعدة والكبد والكلى والمرارة.


ترك تعليق

التعليق