مع هبوط أسعار الخضروات.. "المقالي" تتربع مجدداً على المائدة الرمضانية بإدلب


تعود أكلة "المقالي" لتتربع على المائدة في إدلب، خلال شهر رمضان، بعد أن حظرت وجودها -مؤخراً- التكلفة المرتفعة لمكوناتها. الهبوط الكبير الذي طال الخضراوات في إدلب أدى لانتعاش في الأسواق، وعودة هذه الأكلة التي يعشقها معظم السكان.

بعد أن لجأت لمقاطعة الأكلات المعتمدة على الخضار، تفضل "أم عبدو" التي تقيم في مدينة إدلب، الآن، الاعتماد -في رمضان- على هذه الأكلات، لاسيما أكلة المقالي التي تعتمد على الخضار فقط.

تقول "أم عبدو" لـ "اقتصاد": "هذه الأكلة معروفة لدى السوريين بشكل عام وتعد الأشهر والأطيب في أيام الصيف لما تتمتع به خضروات الصيف الطازجة من طعم رائع".

الأهم من ذلك كله -تضيف أم عبدو- أن معظم أصناف الخضراوات التي تعتمد عليها هذه الأكلة رخيصة في أسواق إدلب في الوقت الراهن.

تعتمد أكلة المقالي على أصناف أساسية من الخضار مثل البطاطا والباذنجان والزهرة إضافة لسلطة الخضراوات. عشقهم لهذه الأكلة جعل الكثيرين يتفننون في إضافة أصناف جديدة مثل الكوسا التي تقلى بعد أن تقطع إلى شرائح عرضية. كما تصنع ربات البيوت أنواعاً عديدة ومحببة من المتبل الذي يعتمد بشكل أساسي على الباذنجان المقلي ومن أصنافه الـ "بابا غنوج" والـ "متبل باللبن".

خلال الأشهر الماضية شهدت أسعار الخضراوات في إدلب صعوداً هائلاً جعل معظم الناس يختصرون احتياجاتهم منها بشراء كميات ضئيلة توفيراً للمال. وكانت أكلة المقالي مكلفة جداً.

لكن الغلاء الذي طال الخضار لم يستمر إذ هبطت معظم الأصناف مع حلول شهر رمضان وأصبحت تكلفة أكلة المقالي لأربعة أشخاص ما يقارب 1500 ليرة (نصف التكلفة تقريباً).

الباذنجان أصبح بـ 300 ليرة بعد أن كان سعره قد وصل إلى 700 ليرة. والبطاطا باتت بـ 175 ليرة بدلاً من 450 ليرة. البندورة بـ 200 ليرة بعد أن وصلت إلى 500 ليرة. والخيار أصبح بـ 75 ليرة وقد يتوفر بأقل من هذا السعر.

"أبو خالد" وهو تاجر خضار بسوق الهال بمدينة معرة مصرين قال لـ "اقتصاد": "بعد هجوم النظام على أغلب مناطق ريف إدلب الجنوبي وحماة بدأت الناس تشعر بالقلق والخوف على مواسمها وأغلبهم بدأ يبيع بأي سعر خوفاً من تقدم النظام وضياع المحصول بالكامل. وهذا ما أدى إلى هبوط الأسعار إلى النصف تقريباً".

ولأن "أبو خالد" يعيش طوال النهار بين الخضار والفاكهة في السوق، فإن أكلة المقالي لا تفارق بيته أبداً، كما يؤكد لـ "اقتصاد".
 
يضيف التاجر بحب واضح "كل أسبوع أطلب من زوجتي طبخ هذه الأكلة مرة على الأقل. وأعتقد أن أغلب الناس تؤيدني في هذا الأمر".

للمقالي قصة طويلة ومعقدة تتعلق بآلية حصول السكان في إدلب على مكوناتها الكثيرة. يزرع مزارعو المنطقة أصنافاً محددة كالبطاطا والبصل والملفوف والزهرة والخيار. كما تمرر شحنات كبيرة من الخضار من تركيا عبر معبر باب الهوى كالكوسا والبطاطا التركية والبصل المصري والباذنجان. وتعتبر البندورة والباذنجان اللذان يزرعان في الساحل السوري أهم المواد التي تدخل المحرر بعد دفع إتاوات باهظة على حواجز النظام.

ترك تعليق

التعليق