الشرطة وأصحاب المحلات، شركاء.. حرب على بسطات السوريين وبالتهم


"لا بيرحموا ولا بيخلوا رحمة الله تنزل"، هذا هو التوصيف الدقيق من جانب أحد المواطنين لسلوك شرطة المحافظة في تعاملها مع السوريين. فهم يطبقون النظام ليرتشوا، ويغضون الطرف عن المخالفات ليرتشوا أيضاً.

شوارع البسطات

في دمشق التي لا عمل فيها إلا ما يمكن أن يقيت أسرة لأيام، هذا إن كان المواطن موظفاً، فهو إما يستيدين لباقي الشهر أو يبحث عن عمل آخر، والبعض يتخذ من الشارع سوق عمل دائم (يلملم) فيه رزقه ورزق عياله.

وهذا يعني بالضبط أن السوريين في أغلبهم يعملون في الشارع ليقدروا على الحياة القاسية التي صنعتها حكومات النظام وحربه، وهذا ملمح كبير في شوارع العاصمة.

في الصباح بائعات اللبن والجبن يضعن أرزاقهن في البرامكة، وباعة الخضار وخصوصاً الصيفية التي تأتي من الأرياف المحيطة التي ما زالت تنتج محاصيلها، وفي فترة المساء تزدحم باقي الشوارع بباعة الألبسة والأحذية وكل ما يمكن أن يباع في الشريبيشات والشيخ سعد والجسر الأبيض هذا عدا عن الحواري الضيقة التي تلاصق قلعة دمشق ومحيط سوق الحميدية.

حملات إزالة

جريدة تشرين الناطقة باسم حكومة النظام نقلت عن رئيس قسم شرطة محافظة دمشق أن "هناك حملات دائمة ومستمرة لإزالة إشغالات الأرصفة وخاصة البالة، حيث تمت مصادرة 11816 قطعة بالة منذ بداية العام الحالي".

في الوقت نفسه يدافع بشكل غير مباشر أحد مسؤولي المحافظة عن أصحاب هذه البسطات في كونها مصدر رزق للناس: "البسطات على الأرصفة تعد بالنسبة للعديد من أصحابها مصدر الرزق الوحيد".

صاحب بسطة يعلق على هذا الخبر: "تعودنا ع هالحكي ودائماً بيعملو هيك حملات بيصادرو اللي بلاقو وتاني يوم بترجع البسطات متل ما كانت القصة ادفع وبسط".

الحل الكاذب

ودائماً في حمى الدعوات لإزالة هذه البسطات ترتفع أصوات من هنا وهناك تطالب بتنظيم عمل هؤلاء خصوصاً أنهم عصب رزق الناس إذ لا يستطيع النظام تقديم البدائل.

"أبو رضا" مواطن دمشقي يقول لـ "اقتصاد": "البسطات تفرج هم الناس، هناك بضائع لا يمكن شراؤها إلا من البسطة، والمحلات تبيع بأسعار مرتفعة".

الحل الذي تراه المحافظة وفق عضو المكتب التنفيذي لقطاع الخدامات والمرافق: "يجب إقامة مناطق منظمة لها وتسهيل عمل الجهات المعنية من خلال معرفة المستفيد الحقيقي من رخصة الإشغال، وهناك حالات تتمثل بأشخاص مجهولين لديهم عدة بسطات لا يستحقونها ويستغلون حاجة الناس".

من المتضرر؟

الشكاوى على أصحاب البسطات موسمية، وسبق للمحافظة أن قامت بمثلها ومارست شرطتها التشبيح على أصحابها، وصرح مسؤوليها بضرورة إيجاد حلول لهؤلاء، وهذا ما يستدعي السؤال عن الجهات التي تقف وراء هذه الحملات وتوقيتها.

"أحمد، ش" يرى أن من يقف وراء هذه الحملة هم أنفسهم دائماً: "أصحاب المحلات المتضرر الأول من هذه البسطات، وهؤلاء يحتلون الأرصفة أمامها ويبيعون بأرخص منها، والمواطن يشتري ممن يوافق دخله".

فيما يرى "م ، ح" أن جهات أخرى مستفيدة: "الشرطة أول المستفيدين يقبضون من أصحاب المحلات والبسطات، وكذلك مسؤوليهم في المحافظة هؤلاء شركاء مع الجميع".

بالنتيجة تستمر المشكلة، ولا حل، وكل عام يتم ترحيلها إلى عام آخر، وهي سياسة ومنهج عمل النظام في تحريض المواطنين على بعضهم، وسلبهم جميعاً.

ترك تعليق

التعليق