تفكيك مخيمات اللجوء في تركيا يثير القلق في أوساط بعض اللاجئين السوريين


تسود أوساط اللاجئين السوريين القاطنين في المخيمات التركية حالة من القلق والتوتر، إزاء القرارات الجديدة بخصوص تفكيك هذه المخيمات ونقل أغلب قاطنيها إلى المدن أو إلى مخيمات أخرى.

 وأفاد ناشطون أن السلطات التركية بدأت بتقديم منحة مادية للقاطنين في مخيم أضنة من أجل تركه تمهيداً للإخلاء التدريجي.

 ويضم مخيم أضنة الذي تم تأسيسه أواخر العام 2017 حوالي 30 ألف نسمة. وبحسب إعلان المديرية العامة لإدارة الهجرة (GIGM)، ترك مسؤولو المخيم، بالتنسيق مع مديرية الهجرة، حرية الاختيار أمام "الضيوف السوريين" بالانتقال إلى مركز إيواء آخر، أو منزل، مقابل حصولهم على مساعدة نقدية تغطي تكاليف الإيجار.

وبحسب الهلال الأحمر التركي فإن الهدف من هذه الخطوة هو دمج السوريين في سوق العمل والمجتمع ومعرفة العادات والتقاليد.

وستطال هذه الخطوة خلال الأسابيع القادمة مخيمات "هاتاي" و"نزيب" و"مرعش" و"كليس البيلي"و و"أونجو بنار" و"ملاطيا" و"حران".

 ولفت ناشط فضّل عدم ذكر اسمه لـ"اقتصاد" إلى أن القرار المذكور يستثني المعاقين والأرامل والعائلات التي ليس لديها معيل.

 وأكد محدثنا أن الإقبال على الخروج من المخيم لازال خجولاً بسبب قلة فرص العمل المتاحة للسوريين في الخارج وارتفاع إيجارات البيوت، وارتفاع تكاليف الماء والكهرباء.

 ونوّه محدثنا إلى أن القرار الجديد طال العديد من المخيمات الأخرى وتم إغلاق بعضها كمخيم مرعش، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستكون طوعية في مراحلها الأولى، حيث يتم توزيع مبلغ مالي يُقسّم على أفراد العائلة وتتفاوت قيمة المساعدة بحسب عدد أفراد العائلة ولكنها تقدر وسطياً بنحو 6 آلاف ليرة تركية (978 دولاراً أميركياً) مقابل خروجهم من المخيم إلى أي ولاية يريدونها عدا "اسطنبول" و"إزمير" و"بورصة". وفي مرحلة لاحقة سيتم إخراج أصحاب المال والذين لديهم سيارات ومحال تجارية وممن يستطيعون العمل خارج المخيم، وبهذه الحالة يمكن أن يخرجوا من المخيم دون فائدة أو منحة مادية.

ومن المقرر بحسب مصادر محلية أن تبقى ثلاثة مخيمات رئيسية فقط في تركيا ومنها مخيم أضنة ولكن لفئة معينة من اللاجئين هم من سيبقون فيه ولن يتم ترحيلهم.

وبدوره أعرب المدير السابق لمخيم نيزيب "جلال دمير" عن اعتقاده بأن تفكيك مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا أمر لصالح هؤلاء اللاجئين فلا يمكن تطوير حياة اللاجئين السوريين اقتصادياً وعلمياً وثقافياً وتكنولوجياً –كما يقول- طالما أنهم يعيشون في المخيمات لأن الامكانيات داخلها محدودة وليست كالمدينة أو المحافظة، والنقطة الثانية–حسب قوله- أن حياة اللاجئين لا يمكن أن تظل معتمدة فقط على المساعدات الإنسانية والدعم الحكومي- وهذا الأمر يمكن أن يكوم مؤقتاً ولكن العيش بشكل روتيني ودائم على هذا النمط شيء غير منطقي، حسب وصفه.

ولفت دمير في حديث لـ"اقتصاد" إلى أن حياة المخيمات أمر لا يليق بالسوريين بشكل عام إلا في حالات الطوارىء مشيراً إلى أن هذه المخيمات افتتحت في الأصل لتأوي السوريين المهجرين واللاجئين بشكل مؤقت ولفترة معينة، وتابع المصدر أن الإقامة في المخيم تورث الكسل والبطالة والإستكانة إلى المساعدات والإتكال على الغير وهذا أمر لا يليق باللاجئين السوريين.

 وأردف دمير أن أكثر الخدمات التي تقدم للاجئين السوريين في المخيمات تقدم خارجها بما فيه المساعدات والدعم الإنساني من الحكومة التركية.

 ولفت محدثنا إلى أن الحكومة التركية قررت العام الماضي تفكيك خمس مخيمات وهذا العام تم تفكيك ثمان مخيمات ولكن ليس بشكل فوري ومباشر بل على مراحل: الأولى تقليل عدد سكان المخيم وتشجيع المقيمين فيه على الخروج من خلال تقديم دعم مادي، والمرحلة الثانية نقل باقي السكان إلى مخيمات أخرى.

 وختم محدثنا أن السلطات التركية لا تجبر أحداً على الخروج من المخيمات بل من خلال الترغيب والإقناع.

ووفقاً لإحصائيات صدرت عن إدارة الهجرة التركية وصل عدد اللاجئين السوريين 3.504 ملايين، وهناك ما يقرب من 109.726 لاجئاً مشمولاً بنظام الحماية المؤقتة، موزعين على 8 محافظات ضمن 13 مخيماً.


ترك تعليق

التعليق