التضييق في إسطنبول يفاقم مشاكل السوريين في الجنوب التركي


تشهد مدن الجنوب التركي زيادة كبيرة في أعداد السوريين الذين أُجبروا على مغادرة مدينة إسطنبول بعد تعرضهم للملاحقة، بصورة أثرت على جوانب عدة، من بينها أسعار الإيجارات، واكتظاظ المدارس، إلى جانب انعدام فرص العمل المحدودة أصلاً.

وشهدت أسعار الإيجارات في مدينتي عنتاب وكليس ارتفاعاً كبيراً، بفعل زيادة الطلب عليها من السوريين من سكان إسطنبول والمخيمات التركية التي تم تفريغها مؤخراً.
 
وتجاوزت نسبة الارتفاع في أسعار الإيجار في مدينة كليس الـ40% خلال الأشهر الأخيرة، مسجلة ارتفاعاً جنونياً لا يتناسب ومستوى الأجور التي يبلغ متوسطها 1500 ليرة تركية.

أما المتأثر الأبرز بزيادة أعداد السوريين في الولايات الجنوبية، فكانت المدارس التركية، التي باتت عاجزة عن استيعاب المزيد من الطلاب السوريين.

وحسب مصدر حكومي تركي، فإن العدد الأكبر من المدارس التركية في كليس، غير قادرة على استيعاب المزيد من الطلاب السوريين.

المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أوضح لـ"اقتصاد" أن عدد الطلاب في الصف المدرسي الواحد، وصل إلى 40 طالباً، وهو ما يشكل زيادة غير مقبولة في العرف المدرسي المطبق في تركيا.

وتابع بالتأكيد على ضرورة إيجاد حل، إما عن طريق زيادة عدد المدارس، أو بالعمل على استيعاب الطلاب السوريين في مدارس مؤقتة، إلى حين التعامل مع هذه المعضلة جذرياً.

ويجد كثير من السوريين صعوبة كبيرة في إيجاد مدرسة تركية تقبل بتسجيل الطلاب للعام الدراسي الجديد، الذي بات على الأبواب.

وبالانتقال إلى جانب آخر، لم يفلح الشاب "عبد الرؤوف" في العثور على فرصة عمل، رغم محاولاته المستمرة منذ أكثر من 20 يوماً.

يؤكد لـ"اقتصاد" أنه منذ لحظة وصوله إلى كليس، قادماً وعائلته من إسطنبول، بدأ في البحث عن عمل في المدينة، غير أنه لم ينجح في مساعيه هذه.

وكان عبد الرؤوف يعمل ورشة لتصنيع الأحذية في الجانب الأوروبي من إسطنبول، قبل أن يضطر إلى مغادرة المدينة لأنه لا يحمل بطاقة حماية مؤقتة صادرة عن ولاية إسطنبول.

ترك تعليق

التعليق