نازحو قرية "حربنوش" بشمالي إدلب، يشتكون.. ومجلسها المحلي، يوضح


صعوبات عدة يعانيها النازحون والمهجرون إلى قرية "حربنوش" بريف إدلب الشمالي، سواء على صعيد تأمين المواد الإغاثية أو على صعيد تأمين لقمة العيش وسط الظروف الاقتصادية المتردية بسبب انتشار البطالة وقلة فرص العمل.

"أبو سعدو" أحد النازحين من مدينة معرة النعمان باتجاه القرية تحدث لـ"اقتصاد" عن أهم احتياجاتهم وعن واقع الحال الذي يمرون به كنازحين ومهجرين وقال: "الديون أثقلت كاهلي ولم أعد أحتمل هذا الوضع الذي أعيش به، خاصة في ظل ارتفاع الإيجارات للضعف، يضاف إلى ذلك غياب أي مصدر للدخل ما يجعلنا مضطرين لانتظار المعونات الإغاثية من المنظمات".

معاناة أخرى تضاف إلى هموم الحياة اليومية، وفق "أبو سعدو"، وهي  رفع الدعم عن مادة الخبز الرئيسة بالنسبة لمعيشتهم وقال: "في السابق كان دعم الخبز ممتاز وكانت الربطة الواحدة تباع بسعر 150 ليرة سورية وتحوي على 12 رغيف، أما بعد توقف المجلس والجهات الداعمة عن دعم تلك المادة أصبحت الربطة تباع بسعر 200 ليرة سورية وتحتوي على 10 أرغفة فقط".

الغياب الملحوظ للمساعدات الإغاثية عن المهجرين والنازحين إلى القرية، زادت من الشكاوى التي نقلها المصدر ذاته إذ قال إنهم "منذ نحو 5 أشهر لم يحصلوا على أي مساعدات لا من المجلس المحلي أو من أي جهة أخرى"، ولفت الانتباه إلى أنه "قبل شهر رمضان من العام الجاري، وزعت إحدى المنظمات على النازحين سلة إغاثية بداخلها ماء وعصير وحلاوة فقط".

ولم يختلف حال النازح "أبو عبدو"، والذي يقطن داخل مخيم عشوائي في قرية حربنوش، عن غالبية النازحين الآخرين، إذ قال لـ"اقتصاد" إن من أهم احتياجاتهم المأوى الصالح للسكن إضافة للمادة الرئيسة وهي الخبز والمياه.

ولفت الانتباه إلى أن إحدى الجمعيات الإغاثية والتي كانت توزع المياه على المخيمات العشوائية في القرية والبالغ عددها 3 مخيمات، أوقفت عملها منذ مطلع شهر آب/أغسطس الماضي من دون توضيح الأسباب، مشيراً إلى أن "سكان المخيم طالبوا تلك المنظمة بضرورة استئناف توزيع المياه وأنهم ينتظرون تنفيذ الوعود".

ويضاف إلى تلك الاحتياجات التي ينادي بها النازحون في تلك المخيمات العشوائية، المرافق الصحية ودورات المياه وخزانات لتعبئة المياه، بالإضافة إلى موضوع رئيس وهام، ألا وهو الاهتمام بتعليم أبناء النازحين سواء في القرية أو في المخيمات المحيطة بها.

ووسط تلك الشكاوى والمطالب التي ينادي بها النازحون في قرية "حربنوش"، يسعى المجلس المحلي في القرية ورغم ضعف الإمكانيات، إلى تقديم  الخدمات الإغاثية والصحية والطبية للنازحين والمهجرين من مناطق جنوبي إدلب وغيرها من المناطق الساخنة بريف إدلب.

يضاف إلى ذلك، إصداره قرارات تتعلق بتحديد ايجارات المنازل وعدم استغلال حاجة النازح أو المهجر وإلزام أصحاب الشقق والمكاتب العقارية بها.

"ناصر يونس صبرة"، عضو المجلس المحلي للقرية، ومسؤول إعداد التجمعات والمخيمات بالقرية، وعضو المكتب الإغاثي فيها، قال لـ"اقتصاد" إن "موضوع النازحين موضوع شائك لأن الأعداد في تزايد بشكل يومي".

وأضاف أن من أهم احتياجات النازحين الحالية هي المسكن، مشيراً إلى أن قسماً منهم يجلس تحت أشجار الزيتون، وقسماً آخر يبيت في أراضي لا تصلح للسكن في الشتاء.

أما المطالب الأخرى التي أشار إليها "صبرة" فهي السلال الغذائية، التي بيّن أنها مطلب رئيس للنازحين، في حين أنهم يسعون جاهدين للتواصل مع المنظمات الإغاثية لتأمين المسكن الملائم للنازحين إضافة لموضوع تأمين السلال الإغاثية، من خلال تقديم البيانات اللازمة عن النازحين لتلك المنظمات.

أمَا فيما يتعلق بشكاوى النازحين من ارتفاع إيجارات المنازل، أوضح "صبرة": "بالنسبة للإيجارات هي بالحد المعقول مقارنة بباقي المناطق". وأضاف: "في ظل التوجه الكبير لقريتنا في دعم النازحين، أعتقد أن إيجارات الأراضي والمنازل انخفضت مقارنة بمناطق قريبة منا".

ولفت "صبرة" إلى الصعوبات التي تواجه عمل المجلس المحلي ومنها الأعداد الكبيرة للنازحين الذين يتوافدون للقرية بشكل مستمر، في ظل الإمكانيات المحدودة للمجلس، يقابله التجاوب المحدود من قبل المنظمات الإنسانية، يضاف إلى ذلك معاناة المجلس من الفوضى التي يتسبب فيها كثير من المهجّرين والنازحين، من خلال "عمليات التزوير التي يقومون بها على أنهم مقيمون في القرية وذلك لوقت قصير وذلك بهدف الحصول على مساعدات من المنظمات"، مؤكداً أن هذا الأمر "يسبب لنا إحراجاً أمام تلك المنظمات، وفي كثير من الأحيان يقومون بالتعطيل على نازحين آخرين من النزلاء أصلاً في قريتنا هم في الأصل أشدّ حاجة منهم".

وتؤوي قرية "حربنوش" ما يقارب 1200 عائلة، قسم لا بأس به نزح إلى القرية خلال سنوات الثورة، وفق تقديرات المجلس المحلي، في حين أنه وخلال الحملة العسكرية الأخيرة على جنوبي إدلب وشمالي حماة، نزح إليها ما يقارب من 800 عائلة كحد أدنى، غالبيتهم يعانون من ظروف إنسانية تتطلب تحرك المنظمات الإنسانية والدولية لمد يد العون لهم بشكل عاجل.

ترك تعليق

التعليق