من المسؤول عن حرمان سكان المناطق المحررة من اللحم واللبن؟


نشرت "زمان الوصل" تقريراً مصوراً يدق ناقوس الخطر حيال جانب مهم من الأمن الغذائي لسكان المناطق المحررة، والذي بات حسب وصف التقرير "على كف عفريت"، جراء تهريب الثروة الحيوانية من "المحرر" إلى مناطق النظام، دون رقيب أو حسيب من جانب السلطات التي تدير المناطق المحررة.

وحسب التقرير فقد ارتفع سعر النعجة من 40 ألف إلى 200 ألف ليرة، جراء عمليات التهريب الضخمة، التي تتم إلى مناطق النظام، عبر معبر العيس، أو عبر مناطق عفرين وجندريس.

وتحدث التقرير إلى شهود عيان، من قصّابين ومربي ثروة حيوانية، أشار بعضهم إلى ما يوحي بأن عملية تهريب الثروة الحيوانية من "المحرر" إلى مناطق النظام، عملية مقصودة وممنهجة، وأن النظام جنّد تجاراً بهدف شراء الأغنام من "المحرر"، بأي ثمن.

وقال أحد القصّابين، إنه يتوقع خلال سنة ألا يبقى غنم في "المحرر"، حسب وصفه.

وفيما وصف بعض من تحدثوا في التقرير، من يبيع الأغنام لتجار ربما يكونون مرتبطين بالنظام، بأنهم "ضعاف نفوس"، أقرّ آخرون، بأن ظروف العوز والنزوح، وارتفاع تكاليف العلف وتربية الثروة الحيوانية، مع غياب أي دعم من المنظمات الإغاثية أو السلطات التي تدير "المحرر"، تضطر شرائح واسعة من مربي الثروة الحيوانية للتضحية بقطعانهم، خاصة في ظل الأسعار العالية التي يعرضها التجار المسؤولون عن تهريب هذه القطعان إلى مناطق سيطرة النظام.

ويعتقد بعض من تحدث في التقرير أن تفريغ "المحرر" من ثروته الحيوانية، عملية مقصودة.

وقال أحد مربي الثروة الحيوانية في المناطق المحررة، إن سعر النعجة، يجب أن يتراوح بين 40 إلى 50 ألف ليرة، في أحسن الأحوال، لكن عمليات التهريب رفعت الأسعار وصولاً إلى 180 ألف ليرة، بل وأكثر، في بعض الأحيان.

وقال قصّاب تحدث في التقرير، باستهجان، "كيف تُباع فطيمة بـ 80 ألف ليرة"، في إشارة إلى أن السعر غير طبيعي.

وأقرّ أحد من تحدثوا في التقرير، من مربي الثروة الحيوانية في "المحرر"، أنه باع نعجة بـ 200 ألف ليرة، لأنه كان مضطراً، لكنه شعر بأن ذلك ليس فعلاً صحيحاً، حسب وصفه.

ووصل سعر كيلو اللحم في المناطق المحررة إلى 6 آلاف ليرة، فيما وصل سعر كيلو اللبن إلى 1200 ليرة.

وتساءل أحد مربي الثروة الحيوانية في "المحرر" عن المسؤول حيال عمليات التهريب عبر المعابر، وغياب الدعم للمربين.

وحذّر التقرير من تفريغ "المحرر" من اللحم واللبن، مما يعني ضرراً هائلاً بمعيشة سكان تلك المناطق. فيما أشار مسؤول وحدة إرشادية إلى أن جزءاً كبيراً من السكان باتوا عاجزين تماماً عن شراء كيلو لحم. وأن بعضهم ربما يذوقون اللحم، كل خمسة أشهر.

وتدير حكومة الإنقاذ، المحسوبة على "هيئة تحرير الشام"، المناطق المحررة في إدلب والأرياف المجاورة لها، في شمال حماة وجنوب حلب. فيما تدير الحكومة السورية المؤقتة، ومجالس محلية، مدعومة من الأتراك، المناطق المحررة في ريف حلب الشمالي والشمالي الغربي.

يمكن الإطلاع على التقرير عبر الضغط هنا

ترك تعليق

التعليق