"منبج" على موعد مع إضراب يوم الاثنين.. مصير المدينة إلى أين؟


أعرب رئيس تجمع "مستقلو منبج"، محمد بشير الخلف، عن تفاؤله بالتزام تجار مدينة منبج بالإضراب العام المرتقب، يوم الاثنين، الذي دعا إليه ناشطون، رفضاً لدخول قوات النظام إلى المدينة، مؤكداً في حديث خاص لـ"اقتصاد" أن كل المؤشرات تدل على أن الدعوات ستحظى باستجابة واسعة.

وقال: "هناك حالة رفض واسع من أبناء منبج لدخول جيش النظام إلى المدينة، لأن ذلك يعني تهديد شريحة واسعة من السكان، وتحديداً فئات الشباب، من المطلوبين للخدمة العسكرية، فضلاً عن المطلوبين لأفرع النظام المخابراتية".

وحول الأسباب التي استدعت أن تكون "منبج" محطة سباق روسي – تركي، جاء "الخلف" على أسباب اقتصادية وسياسية تفسر حالة الصراع تلك.

اقتصادياً، تتحكم منبج بالشريانين التجاريين نحو مناطق شرق الفرات، وفق الخلف، موضحاً: "يقع في منبج جسر قره قوزاق الذي يربط حلب بالمحافظات الشرقية السورية، وكذلك جسر سد تشرين، وهما طريقان لمرور البضائع من وإلى المحافظات الشرقية السورية، وكذلك تشكل منبج محطة الربط بين مناطق سيطرة النظام في حلب وحماة والمحافظات الشرقية".

ونتيجة لكونها عقدة مواصلات سورية هامة، تحولت منبج إلى مركز تجاري كبير، ومحطة لعبور البضائع التركية نحو كل المناطق السورية.

سياسياً، طبقاً للخلف، تتموضع منبج في المنتصف بين شرق نهر الفرات وغربه، وهذا ما يجعلها محط أنظار تركيا التي تريد السيطرة على الشريط الحدودي السوري- التركي، الممتد من إدلب غرباً إلى حدود العراق شرقاً، مضيفاً: "السيطرة على منبج تعني نهاية بلا عودة للمشروع الانفصالي الذي تسعى إليه بعض الأحزاب الكردية".

وبسؤاله عن قراءته لمستقبل منبج، وسط كل ذلك، رد الخلف: "حسب المعطيات فإن منبج هي أقرب لأن تكون تحت سيطرة الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا"، وعقّب بقوله: "قياساً على أهميتها لتركيا، فإن منبج غير مهمة لروسيا".

وهنا لم يستبعد أن تشهد الأيام المقبلة مقايضة بين أنقرة وموسكو، موضحاً: "هناك سيناريوهات عدة، منها الاتفاق على إعطاء دور للروس في الإشراف على طريق (حماة- حلب) المار شرقي إدلب، أو السيطرة عليه ربما، مقابل تنازل روسيا عن منبج".

ماذا عن رأي الأوساط التجارية داخل منبج؟

وفي هذا السياق، قال الخلف: "في منبج يُحسب لـ (قسد) نجاحها في إدارة المدينة وفرض الاستقرار، وعدم انتشار مظاهر الفوضى، رغم الضرائب الكبيرة التي تفرضها على التجار بالمدينة".

وأضاف: "التجار في منبج لا يريدون أن يُستنسخ لديهم نموذج الفوضى السائد في منطقة عمليات (درع الفرات) و(غصن الزيتون). غير أنهم في الوقت ذاته، يخشون المشروع السياسي لـ (قسد)، وهذا ما يجعلهم أميل إلى سيطرة الجيش الحر وتركيا على المنطقة".

وماذا عن دخول النظام وروسيا؟، يجيب الخلف: "هناك إجماع على رفض النظام، وخصوصاً أن المليشيات هي من يسيطر على قرار مناطق النظام، والتجار في منبج يريدون تبديل الحال إلى حال أفضل مما هي عليه الآن، وليس إلى حال أسوأ".

ترك تعليق

التعليق