سلباً أم إيجاباً.. كيف أثّر إذن العمل على العمالة السورية في تركيا؟


تواجه العمالة السورية في تركيا تحدياً يتعلق بإذن العمل، الإجراء الذي فرضته السلطات التركية بشكل صارم، على كل من يرغب بالعمل في السوق المحلية.

ومن أبرز هذه التحديات التي ظهرت مؤخراً، امتناع أرباب العمل الأتراك عن استصدار أذونات العمل للسوريين، وتفضيلهم العمال الأتراك، لسهولة إصدار إذن العمل للعامل المحلي، مقابل تعقيدها للعامل الأجنبي.

وأدى ذلك إلى خسارة العمالة السورية لفرص العمل، وانحسارها في مجال الأعمال الشاقة التي تحتاج إلى جهد كبير، مثل قطاع الإنشاءات، بسبب قلة الطلب عليها من العمالة التركية.

وهو الأمر الذي أكده الناشط السوري المراقب لأوضاع السوريين في تركيا، يوسف الملا، مضيفاً لـ"اقتصاد"، أن العمالة التركية لا تفضل في كثير من الأحيان نوعية الأعمال التي تتطلب بذل جهد عضلي كبير.

وقال إن ذلك، أدى إلى تركز اليد العاملة السورية في هذا النوع من الأعمال، التي يصعب على الدولة مراقبتها قانونياً.

من جانب آخر، أشار الملا، إلى عدم تفضيل الكثير من السوريين لإذن العمل، لأن الحصول عليه يؤدي إلى إيقاف المساعدات الأوروبية التي يحصل عليها اللاجئ السوري (كرت الهلال الأحمر).

وبسؤاله، كيف أثر إذن العمل على العمالة السورية في تركيا، سلباً كان أم إيجاباً؟، قال: "إن عدم اعتياد العمال عليه بسبب عدم التشديد عليه في الفترة السابقة، يجعلهم في حالة تخوف منه، غير أن الحصول عليه يضمن للعمال السوريين الحقوق، شأنهم شأن العمال الأتراك".

ومشاطراً الملا في تقييمه لتأثير إذن العمل على العمالة السورية في تركيا، قال الكاتب الصحفي التركي عبد الله سليمان أوغلو، في حديث مع "اقتصاد"، إن الحصول على إذن العمل يعني ضماناً قانونياً للحقوق من قبل الدولة (الأجور، التأمين الصحي، الضمان الاجتماعي)، وهذا أمر إيجابي.

واستدرك بقوله: "لكن في المقابل فقد أدى هذا الإجراء إلى خسارة الكثير من فرص العمل، نظراً لامتناع قسم كبير من أرباب العمل الأتراك عن منح العمال السوريين لديهم إذن العمل، وتفضيلهم العامل التركي".

وأضاف سليمان أوغلو: "في كثير من القطاعات لا يوجد بديل محلي عن العامل السوري، وخصوصاً لدى النظر إلى الإنتاجية العالية للسوري مقارنة بالتركي".

كانت السلطات التركية قد تشددت بإلزام السوريين، بالحصول على إذن عمل، خلال الأشهر الأخيرة، مهددة بمخالفة كل من يعمل في سوقها المحلية دون الحصول عليه.

ترك تعليق

التعليق