بعد نحو شهر على تحريرها.. رئيس مجلس "تل أبيض" يتحدث لـ "اقتصاد" عن الواقع الخدمي للمدينة


يُقدّم رئيس المجلس المحلي في مدينة تل أبيض، المشكل حديثاً بعد سيطرة الجيش الوطني السوري والقوات التركية على المدينة، في إطار عملية "نبع السلام"، نظرة تفاؤلية إلى مستقبل المدينة وريفها شمال الرقة.

وفي تقييمه للواقع الخدمي في تل أبيض، يقول وائل الحمدو، رئيس المجلس المحلي: "بعد مرور نحو شهر على استعادة المدينة من سيطرة ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، لا زالت أولويتنا إنهاء تمشيط المدينة من الألغام التي زرعتها تلك القوات، قبيل طردها".


ويؤكد في حديث خاص مع "اقتصاد" أن العمل في هذا المجال شارف على الانتهاء، مبيناً في الآن ذاته أن التركيز على نزع الألغام، لم يكن على حساب الأمور الخدمية الأخرى، وتحديداً الضرورية منها.

ومستعرضاً ما تم إنجازه على الأرض، يقول: "تمت إعادة مياه الشرب إلى كامل المدينة، وكذلك تم تفعيل الأفران، والمدارس، والمراكز الصحية، فيما يُنتظر أن تتم إعادة التيار الكهربائي، بعد إصلاح الشبكة الكهربائية في غضون يومين".

ويوضح أن التيار الكهربائي يصل للمدينة بشكل مستمر من سد الفرات، عبر محطة تحويل "المبروكات" الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري، في ريف الرقة الشمالي.

وحول المساعدات الإغاثية والإنسانية العاجلة، يشدد الحمدو على وصول المواد الإغاثية تباعاً إلى المدينة، وتوزيعها على أبناء المدينة بشكل دوري، ويستدرك بقوله: "قطاع تل أبيض وريفها قطاع واسع جداً، والتوزيع يتم على دفعات، وسيغطي الجميع".

وعن عدد السكان الحالي داخل المدينة، يبيّن أن "المدينة أساساً لم تشهد عمليات نزوح واسعة، حيث اقتصر النزوح على بعض مناطق الاشتباك، وكان هذا النزوح مؤقتاً نحو الريف، وانتهى بسيطرة الجيش الوطني السوري على المدينة".

ويردف: "لكن للآن لم تسجل أي حالة عودة للاجئين السوريين من تركيا إلى المدينة، لأن ذلك يحتاج إلى إتمام الاستعدادات لذلك وتأمين المدينة، وتحديداً تجهيز البوابة الحدودية". ويعلّق بقوله: "العودة ستكون طوعية للجميع، من عرب وكرد وتركمان وغيرهم".

وفي السياق ذاته، برجح الحمدو أن تستقبل المدينة أعداداً ضخمة من اللاجئين السوريين في تركيا.

وماذا عن الانتهاكات التي تُرتكب بحق المدنيين؟، يجيب الحمدو: "الانتهاكات الفردية في حدودها الدنيا، وتضخيمها مقصود من قبل الإعلام التابع لمليشيات (قسد)". ويستدرك: "نعم يوجد أخطاء، لكن يتم العمل على تلافيها".

وبسؤاله عن الواقع الاقتصادي، وأحوال الناس المعيشية في مدينة تل أبيض، يرد قائلاً: "الاقتصاد هنا يعتمد على الزراعة بشكل كلي، وقيام (قسد) بحرق المحاصيل في الموسم الماضي، ساهم في تردي الواقع الاقتصادي".

ويكمل مقدماً الوعود: "سيتم دعم المزارعين، بالبذار والأسمدة والمحروقات، خصوصاً أن المنطقة تعتمد على زراعة المحاصيل المروية (القطن، القمح، الشعير)".

ومن المبكر وفقاً للحمدو، الحديث عن شروع تركيا بالخطط الموضوعة مسبقاً لإعمار المدينة، منهياً حديثه لـ"اقتصاد": "رغم الإمكانات المحدودة، لكن بحول الله ستتحسن الأوضاع تدريجياً".

يشار إلى أن الجيش الوطني السوري والقوات التركية، أعلنا في اليوم الخامس من انطلاق عملية نبع السلام عن سيطرتهما على مدينة تل أبيض.

ترك تعليق

التعليق