ما الرسائل الروسية من قصف مجمعات تكرير النفط شمالي حلب؟


تنذر الضربات التي استهدفت مواقعاً لتكرير النفط في ريفي الباب وجرايلس، ليل الاثنين الماضي، بتطورات نوعية تهدد بتقويض الاستقرار في منطقة عمليات "درع الفرات"، وتحديداً بعد دخول النظام السوري على الخط، وتبنيه مسؤوليتها.

ورغم تشكيك مصادر بمزاعم النظام السوري، حول مسؤوليته عن الهجمات على مواقع تكرير النفط في منطقة عمليات "درع الفرات"، وتحميل روسيا مسؤولية تلك الغارات التي أسفرت عن مقتل ثلاثة ضحايا، وفق حصيلة الدفاع المدني، والتي أوقفت عمليات تكرير النفط، فإن البعض اعتبر أن حديث النظام يأتي في إطار سياسة تمارسها روسيا، في تعاملها مع المعارضة السورية، وتركيا الضامنة للأخيرة.

حيث يرى مراقبون، أن تزامن هذه الغارات مع بدء الجولة الثانية من جلسات اللجنة الدستورية في جنيف، والتهديد بالتصعيد في إدلب، يؤكد البدء روسياً بسياسة العقاب فقط، وهذا ما أكده المحلل والباحث السياسي في "مركز الحوار السوري"، محمد سالم، في تصريحات لـ"اقتصاد".

وأوضح، أن روسيا التي تقود التصعيد في إدلب، قصفت ريف حلب الشمالي، في رسالة واضحة لتركيا، على اعتبار أن القصف استهدف منطقة تعتبرها تركيا "منطقة آمنة" خاضعة لنفوذها.

رسائل وأهداف

مركز "جسور للدراسات"، اعتبر أن مسارعة وسائل الإعلام الروسية في اتهام الولايات المتحدة بالمسؤولية عن عمليات القصف، يأتي بمثابة تحميل مسؤولية ما قد يجري من تصعيد لروسيا.

وعن الأهداف الروسية من شنها لغارات على منطقة عمليات "درع الفرات"، أوضحت "وحدة التحليل والتفكير" في المركز أن روسيا تتخوف من وجود تفاهم أولي بين تركيا وأمريكا يقضي بحرمان النظام السوري من النفط مقابل حصول المعارضة السورية فقط على مشتقاته.

وأضافت أن من شأن التوصل لاتفاق أوسع أن يؤثر على مستقبل النظام والمكاسب العسكرية والسياسية التي حققها، لا سيما وأن الرئيس رجب طيب أردوغان قد لوح بوجود عروض على بلاده حول مستقبل النفط في سوريا.

وقالت: "إن القصف الروسي يعني إما أن يستفيد الجميع من النفط أو لن يستفيد أحد حتى لو اضطر ذلك إلى تجاوز خطوط تعتبرها تركيا حمراء".

وأردفت الوحدة أن "المناطق التي تعدها تركيا والمعارضة آمنة، يمكن أن تكون في أية لحظة غير آمنة وتصبح ضمن نطاق عمليات روسيا".

دلالات خطيرة

بدوره، لم يستبعد الخبير الاقتصادي منذر محمد، أن يكون سلاح الجو الروسي هو من قام بالهجوم، على المنطقة، التي تعتبرها تركيا بمثابة المنطقة الآمنة.

وقال لـ"اقتصاد"، إن "روسيا لا تتوانى عن خرق التفاهمات والاتفاقات في سبيل فرض رؤيتها على كل الأطراف الأخرى، وتحديداً على تركيا، في إدلب وشمال حلب وشرق الفرات".

وتابع محمد، بأن لهذه العمليات دلالات خطيرة، في مقدمتها تأكيد روسيا أنها قادرة على تبديد الاستقرار في الشمال السوري برمته، وذلك في حال زادت الضغوط الاقتصادية أكثر على حليفها بشار الأسد.

من جانب آخر لفت إلى تزامن الضربات مع الأنباء التي تشير إلى قطع "قسد" إمداد النفط عن النظام، بتوجيهات أمريكية، وقال "من الواضح أن روسيا لن تقف مكتوفة اليد، حيال منع النفط عن الأسد".

ترك تعليق

التعليق