"اقتصاد" يحقق: هناك من يتاجر بالوافدين في إدلب، ويرفع أسعار الخيم


يذكر "أبو خليل" وهو مدير أحد المخيمات التي وفدت مؤخراً إلى شرقي إدلب، أن آخر خيمة اشتراها قبل عدة أشهر لم يتجاوز ثمنها 20 ألف ليرة. كان ذلك قبل موجات النزوح التي جرت من خان شيخون وريف حماة الشمالي. يقول: "نزلت البارحة إلى السوق فأصبت بالصدمة.. تضاعفت أسعار الخيم عدة مرات".

معلومات "أبو خليل" جرى تأكيدها من قبل مراسل "اقتصاد" الذي نزل إلى السوق لرصد الأسعار فتبين أن أرخص وأسوأ خيمة (يطلق عليها السفينة) يتجاوز سعرها 50 ألف ليرة وهو ما يشير إلى أن هذه التجارة غدت رائجة بشكل كبير جداً ويتحكم فيها عدد من التجار الذين يشترون كميات كبيرة من الخيم المقدمة من قبل المنظمات الإغاثية ويبيعونها بأسعار باهظة.

وقال "محمد الخلف" وهو وافد من شرقي معرة النعمان ويقيم في مخيم قريب من مدينة إدلب، إنه بحث عن أرخص خيمة في مدينة إدلب فلم يجد خيمة جيدة بأقل من 85 ألف ليرة.

يتابع محمد لـ "اقتصاد": "كان الرقم مفاجئاً لأنني أذكر أني بعت إحدى الخيم قبل عدة أشهر بـ 12 ألف ليرة فقط".

وقال عدد من الوافدين من ريف المعرة الشرقي وكفرسجنة والركايا بريف إدلب الجنوبي، إن أسعار الخيم تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات على الأقل.

"السفينة" بـ 50 ألف!

تتنوع الخيم التي تباع في الأسواق كما تتفاوت الأسعار وفقاً لجودة ونوعية الخيمة.

وتعد خيمة (القوس) المصنوعة من الحديد (مساحتها 4 متر مربع) من أفضل الأنواع لكن سعرها كبير كما رصد "اقتصاد"، إذ لا يقل عن 150 ألف ليرة.

هناك نوعيات أخرى جيدة مثل خيمة (جملون)، سقفها عبارة عن زاوية قائمة، وتبلغ مساحتها 4 متر مربع. تباع الخيمة الأوروبية من هذه النوعية بـ 85 ألف ليرة وأعمدتها مصنوعة من الألمنيوم. بينما يتجاوز سعر الخيمة التركية المصنوعة من الحديد -من ذات النوعية- 110 آلاف ليرة.

تعتبر خيمة (السفينة) من أردأ أنواع الخيم لأن أعمدتها دقيقة ما يجعل مقاومتها لأي هبة هوائية ضعيفة. مع ذلك جرى رفع أسعارها أيضاً إذ تباع الخيمة الواحدة من هذا النوع بـ50 ألف ليرة فما فوق.

متاجرة

يبدو أن عشرات التجار في المناطق التي تستقبل الوافدين أعجبتهم تجارة الخيم ولوازم النزوح مثل الأغطية والبطانيات والشوادر والعوازل لأن مرابحها عالية جداً، كما حقق "اقتصاد".

يقول عدد من الوافدين إن سعر الخيمة عند بيعها للتجار لا يزال متدنياً جداً، فالخيمة من أي نوع تباع بأقل من نصف سعرها الذي يبيعه التجار لزبائنهم المضطرين والذين عادة ما يكونون وافدين من مناطق مشتعلة مثل ريف إدلب الجنوبي وريفي حلب الغربي والجنوبي.

وبينما يحتج عدد من التجار الذين تحدثوا لـ "اقتصاد" بتدني قيمة الليرة الذي جعل أسعار الخيم ترتفع؛ يعلق بعض الوافدين بأن الأسعار "باهظة جداً ولا تحتمل"، لأن معظم من يهجر بلدته التي تشهد هجمات برية أو جوية للنظام لا يحمل سوى ثيابه معه ويبات في العراء أو في مخيمات جماعية، ريثما يتمكن من تأمين منزل أو خيمة لأسرته.

قال تاجر من إدلب طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه يعرف عدداً من التجار ينزلون إلى المخيمات ويشترون جميع ما يعرضه الوافدون من الخيم التي لم يعودوا بحاجة إليها كونها ليست سوى خيم إضافية منحت لهم من قبل المنظمات، بشكل غير مدروس.

يقول المصدر"أعرف تاجراً اشترى 80 خيمة بأسعار متدنية وقد باعها لتجار السوق بأسعار كبيرة جداً".

وقال تاجر آخر إنه باع 17 خيمة في يومين فقط وبأسعار مرتفعة لكنه ليس المسؤول الأول -على حد قوله- عن رفع الأسعار. ملمحاً إلى وجود تجار جملة هم من يتحكم بهذه التجارة التي يزداد الإقبال عليها، حتى وإن كانت الأسعار مرتفعة، فالبحث عن مأوى بات على رأس متطلبات آلاف المدنيين الهاربين من الموت.

ترك تعليق

التعليق