نحو 200 ألف طفل ضحية لموجة النزوح الأخيرة في سوريا


 حذرت منظمة معنية بحماية الأطفال يوم الجمعة من أن نحو نصف النازحين الذين بلغ عددهم قرابة الأربعمائة ألف شخص جراء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري على آخر معاقل المعارضة، من الأطفال، ووصفتها بأنها موجة نزوح مختلفة تماما عن أي موجة نزوح شهدتها الحرب في سوريا.

الهجوم الذي تشنه قوات النظام بدعم من حليفتها روسيا، ركز بالأساس على محافظة إدلب ومؤخرا على حلب المجاورة، في مسعى للسيطرة على طريق سريع استراتيجي يربط بين العاصمة دمشق وشمال البلاد.

وقدرت الأمم المتحدة أن 390 ألف شخص نزحوا خلال الشهرين الماضيين- 315 نزحوا في ديسمبر/ كانون أول و75 ألف نزحوا في يناير/ كانون ثان.

وبحسب منظمة "أنقذوا الأطفال" فإن نصف أولئك النازحين من الأطفال، مضيفة أنه طوال الشهر الجاري، أجبر ما لا يقل عن سبعة وثلاثين ألف طفل على الفرار.

في أسبوع واحد، في أوائل يناير/ كانون ثان الجاري، لقي أربعة وثلاثون طفلا وثلاث عشرة امرأة حتفهم، بحسب الأمم المتحدة.

وتزاحمت الشاحنات والعربات على الطرق، حيث جمع المدنيون- بعضهم كان نازحا بالفعل جراء قتال سابق- ممتلكاتهم الضئيلة لمغادرة المدن والقرى التي تتعرض للهجوم.

قالت منظمة "أنقذوا الأطفال" إن المنظمات الحقوقية الشريكة التي تعمل في إدلب وحلب تحدثت عن قوافل غطت كيلو مترات، وقالت ان "حجم النزوح الهائل لا يشبه أي شيء آخر رأوه من قبل".

العنف والنزوح تزامنا مع ظروف شتاء قارس البرودة.

محافظة إدلب التي تقع أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة مقاتلي المعارضة يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة معظمهم من النازحين من مناطق أخرى من سوريا جراء جولات عنف سابقة.

وقالت جويل بسول، المتحدثة باسم منظمة "انقذوا الأطفال"، إن النزوح "أكثر يأسا بالتأكيد لأن الحدود الشمالية هي الحافة. وبعدها، لا مكان هناك للذهاب إليه".

وأضافت "الكثير من الناس يحزمون أمتعتهم ويعلمون أنه لا عودة لبلدات وقرى تتعرض للقصف".

ترك تعليق

التعليق