الشمال المحرر: إجراءات احترازية للوقاية من "كورونا" ضمن الإمكانيات المتوفرة


تسعى الفعاليات المحلية ضمن مناطق الشمال المحرر وعلى رأسها الكوادر الطبية لاتخاذ إجراءات احترازية للوقاية من انتشار فايروس كورونا رغم ضعف إمكانياتها ومحدوديتها.

إجراء الحجر

أعلنت المجالس المحلية في منطقة ريف حلب الشمالي أو ما يعرف بـ "درع الفرات وغصن الزيتون" عن تعطيل المدارس والجامعات وإيقاف العملية التربوية بجميع أشكالها، وإغلاق أماكن التجمعات بما فيها المساجد والمنتزهات العامة.

كما دعت مديرية الصحة في إدلب ضمن بيان صادر عنها الأهالي للالتزام في بيوتهم وتأجيل المناسبات التي تتطلب تجمعات كالأعراس والتعازي، ضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة فايروس كورونا.

إجراءات وقاية

أطلق الدفاع المدني حملة للتعقيم الوبائي ضد فايروس كورونا. ويوضح "ابراهيم أبو الليث" مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني - مركز حلب، أن الحملة بدأت من مدينة عفرين، وسوف تستمر لتغطي جميع المناطق.

يتابع "أبو الليث" خلال حديثه لـ "اقتصاد": "شملت حملة التعقيم المنشآت الحيوية والمدارس وستعمل على نشر معلومات توعوية عبر توزيع بروشورات تحمل أعراض المرض وكيفية الوقاية منه".

كما أعلنت عدة منظمات إنسانية عاملة في الشمال المحرر عن إطلاق حملات مشابهة حيث عملت جمعية "عطاء" الناشطة في عدة مجالات إنسانية على تعقيم جميع مكاتبها والمراكز التابعة لها.

بدوره أوضح "مالك الطالب"، إداري ضمن الجمعية، أن الحملة شملت توزيع كمامات ومعقمات ومنشورات توعية ضمن مراكز "عطاء" وعياداتها المتنقلة.

وقال "الطالب" إنه "تم تزويد الكادر الطبي بميزان حرارة حراري وتجهيز سيارات متنقلة تبث نشرات التوعية ضمن المخيمات المنتشرة على الحدود".

"فريق نعمة التطوعي" قام بحملة لتوزيع المعقمات والصابون على عدة مخيمات شرقي مدينة باتبو. ويقول "محمد الدالي"، مدير الفريق، إنه "للأسف هناك الكثير من سلوكيات النظافة الخاطئة ضمن مناطق المخيمات والتي نعمل على توضيحها للسكان ضمن حملتنا".

ويوضح "الدالي" أنه يجب على جميع المنظمات العمل على حملات التوعية والتعقيم لمنع انتشار كورونا.

 "نحن كفريق مؤسس حديثاً إمكانيتنا محدودة ولكننا لن نقف مكتوفي الأيدي"، قال "الدالي".

في حال انتشار الفايروس

بدورها أعلنت مديرية الصحة في إدلب عن تشكيل فريق طبي متخصص لمتابعة المرض بالتعاون مع بعض المنظمات كما تم الاتفاق على تجهيز ثلاث مشافي لاستقبال الحالات المصابة بالكورونا، إضافة إلى 28 مركز عزل مجتمعي يتم التحضير لها.

خلال حديثه لـ "اقتصاد"، يوضح الدكتور "منذر خليل"، مدير صحة إدلب، أنه رغم الإجراءات التي تم اتخاذها، "لكنه يوجد صعوبات هائلة ضمن الإمكانيات المتوفرة في حال انتشار الفيروس ضمن مناطقنا، خاصة في المخيمات نتيجة الاكتظاظ السكاني الكبير، وعدم القدرة على تطبيق العزل المجتمعي".

وأشار بالقول: "عدد أسرّة العناية المشددة ضمن المنطقة هي حوالي 200 سرير فقط، والحاجة المتوقعة من هذه الأسرّة هي عشرات الآلاف في حال تعرضت المنطقة لانتشار الفيروس".

كما خسرت مديرية الصحة حوالي ٧٥ منشأة طبية خلال عام واحد في ظل هجمات قوات النظام وحليفها الروسي على المنطقة، ويسبب تدهور الظروف الأمنية بنقص الكوادر نتيحة تعرضهم للقتل أو الاعتقال أو هجرتهم للخارج. وخلال الأعوام الأخيرة تراجع الدعم المقدم من المانحين بشكل عام ما تسبب في شح الموارد المالية، وبالتالي انخفاض الخدمات الطبية، بحسب "الخليل".

تبقى حالة الخوف من انتشار فايروس كورونا ضمن المناطق المحررة تشكل هاجساً لدى أعضاء الكوادر الطبية في ظل عملها المستمر على تدارك الأزمة قبل وقوعها من خلال تكثيف حملات التوعية والتعقيم وهي الحلول التي يمكن اتخاذها ضمن الإمكانيات المتوفرة.

الجدير بالذكر أنه تم إغلاق المعابر مع تركيا بالمناطق المحررة، وأيضاً المعابر التي تتصل بمناطق النظام وقوات "قسد". وإلى الآن لم تسجل أي إصابة بفايروس كورونا ضمن الشمال المحرر.

ترك تعليق

التعليق