ما تأثير بيع النظام الدولار للتجار والصناعيين على أسعار السلع؟


يهدف النظام السوري من خلال بيع الدولار للتجار والمستوردين، بسعر أقل بقليل من سعر السوق السوداء، إلى تثبيت سعر صرف الليرة، من خلال التحكم شبه الكامل بسوق الصرف.

وبحسب مصادر متطابقة، حدد النظام سعر الدولار المخصص لتمويل المستوردات بـ3375 ليرة سورية، على أن يكون التسليم للتجار في غضون 10 أيام.

ويؤكد الإجراء، الأنباء السابقة عن متاجرة النظام بالدولار، ويثير كذلك، تساؤلات حول تأثيره على أسعار السلع في الأسواق السورية، وخصوصاً المستوردة منها.

ويقلل الباحث وأستاذ العلوم الاقتصادية، رفعت عامر، من قدرة هذا الإجراء على خفض أسعار المواد المستوردة، ويعتقد أن هذا الأمر مرتبط بحصول النظام على دعم من الحلفاء.

ولا يستبعد خلال حديثه لـ"اقتصاد" أن يكون النظام قد حصل فعلاً على دعم مؤقت، وخصوصاً في هذه الفترة الحاسمة، فترة الانتخابات التي يتحضر لها النظام، قائلاً: "معاناة الشعب السوري لا تعني النظام، وكل ما يهمه الحفاظ على البقاء".

وتركيزاً على تأثيرات الإجراء، يوضح عامر أن تثبيت سعر صرف محدد للصناعيين والتجار، لا يعني انتهاء السوق السوداء، وفي حال تم ثبيت سعر الصرف عند حاجز معين، فهذا لن يدوم إلا لفترة قصيرة، لأن الأسباب الفعلية لخسارة قيمة الليرة السورية، لا زالت موجودة، أي توقف الإنتاج وسوء الأداء الاقتصادي الكلي والجزئي، وسيطرة اقتصاد الحرب والمافيات.

وأضاف عامر، أن قوة أي عملة تحددها قوة الاقتصاد المحلي وقدراته التنافسية التي تنعكس على الميزان التجاري من خلال زيادة الصادرات على الواردات، وليس العكس، كما يحدث الآن في سوريا.

ومثل عامر، قلل المستشار الاقتصادي في مركز "جسور للدراسات"، خالد التركاوي، من تأثير الإجراء على أسعار السلع المستوردة، لأن الإجراء ليس بالأمر الجديد، بحيث كان "مركزي النظام" ولا زال، يضارب بأسعار الدولار، ويبيع ويشتري من خلال شركات تابعة له، بأسعار مختلفة.
وقال التركاوي لـ"اقتصاد": "لا يعدو الإجراء عن كونه محاولة من النظام لتثبيت سعر الصرف عند مستوى الـ3400، بحيث يلجأ التجار إلى الشراء من الشركات التي يعتمدها المركزي".

ويجب التوقف مطولاً عند نقطة بيع الدولار لأجل محدد، وفق التركاوي، الذي أكد أن هذه الجزئية تساعد النظام على تثبيت سعر صرف الليرة، مستدركاً: "غير أن النظام لم يعد المتحكم بسعر الليرة، لأنها متداولة في مناطق سيطرة (قسد) والشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة".

ومن الوارد أيضاً أن يكون هدف النظام هو جمع بيانات عن حجم تداول الدولار في الأسواق السورية خارج التداولات التي تتم عبر "مركزي النظام"، كما يؤكد التركاوي.

ترك تعليق

التعليق