الأطباء وعمال النفط ينضمون لحركة عصيان مدني في السودان


قال البنك الدولي في بيان يوم الأربعاء إنه أوقف صرف أي مبالغ لجميع العمليات في السودان من يوم الاثنين وتوقف عن التعامل مع أي عمليات جديدة.

كان السودان قد تمكن من استعادة التعامل الكامل مع البنك في مارس آذار لأول مرة منذ ثلاثة عقود، وحصل منه على تمويل بقيمة ملياري دولار.

وفي وقت سابق من يوم الأربعاء، أعلن عمال شركة سودابت النفطية الحكومية والأطباء في السودان يوم الأربعاء أنهم سينضمون إلى حركة الاحتجاجات على الانقلاب العسكري الذي عطل مسيرة انتقال البلاد إلى الحكم الديمقراطي.

وكان الآلاف خرجوا إلى الشوارع منذ الانقلاب الذي قاده يوم الاثنين قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان وسقط عدد منهم قتلى في اشتباكات مع قوات الأمن.

وكانت جماعة من لجان الأحياء في الخرطوم أعلنت خطة لإقامة مزيد من المتاريس وتنظيم الاحتجاجات تصل إلى ذروتها يوم السبت في "مسيرة مليونية".

وفي أحد أحياء الخرطوم شاهد صحفي من رويترز يوم الأربعاء جنودا وأفرادا مسلحين يرتدون ملابس مدنية وهم يهدمون متاريس أقامها المحتجون.

وعلى بعد بضع مئات من الأمتار خرج شبان لإقامة متاريس من جديد بعد دقائق. وقال أحدهم "نريد الحكم المدني. لن نمل".

ودافع البرهان يوم الثلاثاء عن سيطرة الجيش على السلطة وقال إنه عزل الحكومة لتجنب حرب أهلية.

وعزل البرهان المجلس المشترك بين المدنيين والعسكريين الذي تأسس لتوجيه البلاد نحو انتخابات ديمقراطية في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية في ابريل نيسان 2019.

ويوم الثلاثاء أيضا أعيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك إلى بيته تحت حراسة مشددة بعد أن ظل محتجزا في منزل البرهان.

وأبدى عمال شركة سودابت الحكومية للنفط يوم الأربعاء دعمهم للحكومة المعزولة.

ونشر تجمع المهنيين بيانا من اللجنة التسييرية لنقابة العاملين في سودابت جاء فيه "تعلن لجنتكم التسييرية الدخول في العصيان المدني الشامل وقوفا مع قرار الشعب الداعم للتحول المدني الديمقراطي حتى تحقيق هذا المطلب".

كما أعلن الأطباء أنهم سيشاركون في الإضراب.

وقال المكتب الموحد للأطباء المؤلف من نقابات مختلفة إن الأطباء سيبدأون إضرابا عاما في مختلف أنحاء السودان عملا بوعد سابق بالإضراب في حالة وقوع انقلاب.

وقد اتهمت جماعات مدنية الجيش بالتخطيط لأسابيع من أجل السيطرة على السلطة.

وقال البرهان يوم الثلاثاء في أول مؤتمر صحفي يعقده منذ الانقلاب إن الجيش لم يكن أمامه خيار سوى التحرك لتحييد الساسة الذي قالوا إنهم يؤلبون الشعب على القوات المسلحة.

وأضاف أن تحرك الجيش ليس انقلابا.

* خطر شديد

تعكس الأحداث التي يشهدها السودان، ثالث أكبر الدول الأفريقية، ما شهدته دول عربية أخرى شددت فيها المؤسسات العسكرية قبضتها على الأوضاع في أعقاب انتفاضات.

وقالت ويلو بيريدج الخبيرة في الشأن السوداني بجامعة نيوكاسل إنه سيكون من الصعب على البرهان والجيش قمع الحشد الشعبي في الشوارع لمناهضة الانقلاب بسبب وجود لجان مقاومة في أحياء كثيرة.

وأضافت "أكبر مخاوفي هو أنه سيستند أكثر إلى الشرعية الوحيدة التي يمكن أن يعول عليها وهي العنف. وهذا خطر شديد".

وتربط البرهان علاقات وثيقة بالدول التي عملت على الحد من نفوذ الإسلاميين واحتواء تداعيات انتفاضات الربيع العربي عام 2011 ومنها الإمارات والسعودية ومصر.

ورغم أن دولا غربية نددت بالانقلاب العسكري فقد دعت تلك الدول العربية جميع الأطراف إلى إبداء ضبط النفس.

وقال جوناس هورنر من مجموعة الأزمات الدولية إن الجيش السوداني "أساء فهم رغبة الشارع بما يلحق به الضرر. وأعتقد أن قوى إقليمية تؤيد ذلك ويقلقها احتمال الانتقال (للديمقراطية) وتسدي لهم نصائح ضارة".

كما كان البرهان في الصدارة في الخطوات التي أخذتها الخرطوم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال شارون بار لي نائب المدير العام لشؤون أفريقيا في وزارة الخارجية الإسرائيلية للإذاعة الإسرائيلية يوم الثلاثاء إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت التطورات في السودان سيكون لها عواقب على التطبيع.

وقال الاتحاد الأفريقي في بيان بتاريخ الثلاثاء إنه علّق مشاركة السودان في جميع الأنشطة حتى عودة السلطة التي يقودها المدنيون.

ومساء يوم الثلاثاء قال تجمع المهنيين إنه تلقى تقارير عن وقوع اعتداءات من قوات الانقلاب على مواقع المحتجين في الخرطوم ومدن أخرى. وأضاف أن القوات أطلقت الرصاص وحاولت اقتحام المتاريس.

وقال رئيس سلطة الطيران المدني السودانية لرويترز إن مطار الخرطوم الدولي سيعاد فتحه يوم الاربعاء من الساعة 1400 بتوقيت جرينتش بعد أن ظل مغلقا منذ وقوع الانقلاب يوم الاثنين.

وقال المواطن السوداني محمد علي "في الوقت الحالي لأن الجيش يمسك بالسلطة الآن فقد أوقف المسار وعاد بنا إلى المربع الأول لكن هذا غير مقبول لنا".

ترك تعليق

التعليق