ما الذي ينتظر الليرة السورية حتى نهاية العام..؟


تسرع العديد من المحللين بتقديم تنبؤات مرعبة عن واقع الليرة السورية حتى نهاية العام الجاري، وذلك في أعقاب خسارتها لجزء كبير من قيمتها في غضون أسبوعين، بعد قرار المركزي برفع سعر صرف دولار الحوالات بمقدار 200 ليرة سورية.

وهذا بالطبع لا يعني بأن الليرة سوف تكون أحسن حالاً خلال الفترة القادمة، لكن الحديث عن انهيار كبير في سعر صرف الليرة، قد يصل إلى 10 آلاف مقابل الدولار الواحد، بحسب ما ذكر بعض المحللين، هو ما نعتبره تسرعاً مبالغاً فيه، لأن من يتابع خط سير الليرة، يعرف بأن النظام مازال يسيطر على حركتها غير العادية، عبر العديد من الإجراءات القمعية، التي تسمح له حتى الآن بأن يمنع انهيارها بشكل مدوٍ وعلى النحو الذي توقعه البعض.

إذاً، دعونا ندخل في الموضوع مباشرة، ونقرأ أبرز التغييرات التي ستواجه الليرة حتى نهاية العام، والتي سيكون أبرزها الموازنة العامة للدولة، والتي لم يتم حتى اليوم الإعلان عن أي معلومات بشأنها، كما أن الحكومة لم تباشر بمناقشتها، خلافاً للتقاليد المعروفة، حيث جرت العادة أن تبدأ المناقشات في الشهر الثامن أو التاسع على أبعد تقدير، من كل عام.

ونكاد من خلال بحثنا أن نقع على تصريح وحيد لوزارة المالية بخصوص موازنة العام 2023، أطلقته قبل أكثر من شهرين، أعلنت من خلاله أن الموازنة القادمة لن تتضمن أية مشاريع استثمارية وسوف يتركز اهتمامها على تأمين الأساسيات، مع تخفيض فاتورة الاستيراد، بينما لم تذكر الوزارة أية أرقام متوقعة لهذه الموازنة.

والجدير بالذكر أن موازنة العام الجاري، كانت بقيمة 13.3 تريليون ليرة، تم تخصيص 85 بالمئة منها للإنفاق الجاري، و15 بالمئة للإنفاق الاستثماري، بينما بلغت نسبة العجز في الموازنة أكثر من 4 تريليون ليرة، تم تغطيتها من خلال إصدار سندات خزينة بقيمة 600 مليار ليرة، و500 مليار من موارد خارجية، والباقي من موجودات المصرف المركزي.

ولا بد من الإشارة إلى أن سعر صرف الليرة في السوق السوداء نهاية العام الماضي ومطلع العام الجاري، كان بحدود 3600 ليرة مقابل الدولار الواحد، ما يعني أن الليرة فقدت حتى اليوم نحو 38 بالمئة من قيمتها وفقاً لسعر الصرف الحالي، الذي يراوح قرب 5 آلاف ليرة مقابل الدولار الواحد.

ونستطيع أن ندرك معنى الرقم السابق، لدى مقارنته بأرقام الموازنة في العام 2021، والتي كانت تبلغ 8.5 تريليون ليرة، بينما كان سعر الصرف مطلع العام يبلغ 2900 ليرة، ما يعني أن الليرة فقدت نحو 24 بالمئة من قيمتها طوال العام.

هذه المتغيرات تشير إلى أن وضع الليرة السورية سوف يظل محافظاً على مستواه بين 5 إلى 5500 ليرة حتى نهاية العام الجاري، وقد تصل إلى 6 آلاف ليرة في حال ارتفع سعر صرف الدولار في أعقاب رفع منتظر لأسعار الفائدة الأمريكية في شهر كانون الأول القادم. لكن في المجمل، نحن بانتظار أن تصدر أرقام موازنة العام 2023 ويتم العمل بها، وبناء عليه يمكن وقتها التنبؤ بمستقبل الليرة خلال العام القادم بصورة أكثر دقة.

ترك تعليق

التعليق