السوريون المتمسكون بالزوج العاق


قبل نحو عامين، خرجت لونا الشبل، مستشارة بشار الأسد، برسالة واضحة ومباشرة للسوريين الموالين، عندما قالت لهم: "إن الرئيس بشار لم يعدْ السوريين بشيء"، وتابعت: "الحل هو أن يصمد الشعب كما صمد الجيش وهنا أتحدث عن الواقع المعاشي والاقتصادي".

يومها كانت الشبل تتحدث عن خطاب القسم الذي ألقاه بشار الأسد في أعقاب إعادة انتخابه رئيساً للبلاد في منتصف العام 2021، وقد خلا الخطاب بالفعل من أي وعود بتحسين الأوضاع المعاشية، بل كان خالياً من أي معنى، الأمر الذي سبب صدمة كبيرة للموالين، الذين راحوا يتململون ويتذمرون، وهو ما استوجب ظهور الشبل في لقاء تلفزيوني على الإخبارية السورية، لكي تضع النقاط على الحروف.

ومن ضمن النقاط التي وضعتها الشبل على الحروف في ذلك اللقاء، قولها بشكل قاطع للموالين: "أنتم لم تدافعوا عن النظام خلال السنوات الماضية، وإنما دافعتم عن أنفسكم وعن وجودكم في وجه الإرهابيين".. "أما النظام فقد دافع عن نفسه"، في إشارة إلى استعانته بالقوات الروسية، والميليشيات الإيرانية.

بعد ذلك اللقاء، لم يصدق الموالون ما صدر عن الشبل من تصريحات، وظنوا أنها تتحدث من عندها وأن الرئيس لم يخولها بقول هذا الكلام، بل إن البعض انتظر عدة أيام لكي يقرأ أخبار معاقبتها وطردها من القصر الجمهوري، لكن اتضح فيما بعد بأنها كانت تنطق بلسان بشار الأسد ذاته، وأن هذا الأخير هو من لقنها لكي تقول هذا الكلام بحرفيته.

لقد ساءت الأوضاع المعاشية إلى حد لا يطاق بعد العام 2021، وفقدت الليرة السورية أكثر من ثلاثة أضعاف قيمتها منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، بينما راتب الموظف الشهري ظل على حاله، عند 100 ألف ليرة سورية، التي أصبحت لا تساوي سوى 13 دولاراً.

يقيناً، النظام لديه المال الكافي لكي يرفع من مستوى دخل مواطنيه، لكن من الواضح أنه لا يريد أن يفعل.. فهذا الشعب لم يعد يعنيه، وهو عالة عليه ولا يفيده بشيء، بعدما أخذ العهد من روسيا وإيران بحماية عرشه إلى ما لا نهاية، وتوريثه إلى أبنائه من بعده.

بشار الأسد لم يختلف عن أبيه.. كلاهما اعتمد على قوى خارجية من أجل تثبيت أركان سلطته وحكمه.. الفارق الوحيد أن الأب أبقى الشعب على عصمته بعد أن تزوج غيره، أما بشار فقد طلقه بالثلاثة، ورفض أن يدفع له النفقة، وها هو يتركه هائماً على وجهه بحثاً عمن يسقيه ويطعمه ويأويه.

ترك تعليق

التعليق