هل يزول عمرو سالم عن الشام وعن الدنيا..؟


عمرو سالم، سوف تتم محاسبته وقد يدخل السجن.. هذا ما كتبته لونا الشبل مستشارة بشار الأسد، في معرض تبريرها لأسباب إقالته من وزارة التجارة الداخلية، حيث بينت تورطه ومرافقه الذي يتبع للحرس الجمهوري، بملفات فساد، دون أن توضح ماهيتها أو تقدم أية تفاصيل عنها..

لكن عمرو سالم من جهته، يبدو مرتاحاً ومتيقناً من أنه لن تتم محاسبته ولن يدخل السجن، فهو عاد للحكومة بعد أربعة عشر عاماً من آخر منصب وزاري تم إقالته منه في العام 2007، ولأسباب متعلقة بالفساد أيضاً.. فضلاً عن أن عهد بشار الأسد برمته لم يشهد محاسبة أو سجن أي مسؤول لفساده المالي، وإنما كان يكتفي بفضحه عبر وسائل الإعلام فقط.. ولهذا كتب سالم في رسالته الوداعية بعد إقالته: "أنا وزير بشار الأسد في الوزارة والبيت والقبر"، ولم يضف عليها "وفي السجن"، لأنه يعلم جيداً أن الولاء فقط، هو من يحدد مستقبل المسؤول بعد إقالته من منصبه. وهذا الولاء إما أن يؤدي بصاحبه إلى البيت أو إلى القبر، دون المرور بالمرحلة الوسطى التي هي السجن..

لقد تعاملت الصحافة السورية في السنوات العشر الأولى بعد العام 2000 مع الكثير من ملفات الفساد التي تخص مسؤولين كبار، حتى ليظن القارئ بأن هؤلاء المسؤولين سوف يتم تعليق مشانقهم بعد عدة أيام، لكن فجأة كان ينتهي الحديث وتطوى الصفحة في طي النسيان.

من يتابع تعليقات السوريين منذ أكثر من عشر سنوات، لا بد أن يلفت انتباهه اشتهائهم لمحاسبة ولو مسؤول واحد بناء على فساده وسرقته للمال العام، بينما لم يتعلموا الدرس من عاطف نجيب وفيصل كلثوم في محافظة درعا، اللذين كانا من أبرز أسباب انطلاق أحداث الثورة السورية في العام 2011، يومها اكتفى بشار الأسد بإرسالهما إلى البيت، مضحياً بسوريا كلها على أن يحاسبهما علناً.. وكل ذلك لأنه لم يثبت له خيانتهما بالولاء.

لذلك، عمرو سالم غير خائف، ولا يرتعد الآن بعدما قرأ أسباب إقالته من مستشارة رئيسه وتهديده بالمحاسبة، فهو الأكثر خبرة بهذا النظام، ويعلم جيداً أن الأمر لن يكلفه سوى بضعة "بوستات"، يزيد فيها من جرعة الذل والولاء.. مع الاستمرار بكتابة عبارته المشهورة: "تزول الدنيا قبل أن تزول الشام".

وليس بمستغرب أن نراه بالمرحلة القادمة في منصب أعلى.. رئيساً للوزراء مثلاً.. فهذه بلد العجائب..!

ترك تعليق

التعليق