اليوم التالي.. بعد "مجزرة" رفع أسعار المحروقات في سوريا


استفاق السوريون اليوم على أزمة نقل حادة، بسبب تأخر الجهات المعنية بإصدار تعرفة جديدة لوسائل النقل في أعقاب رفع سعر المازوت المدعوم مساء أمس بمقدار نحو ثلاثة أضعاف من 700 ليرة إلى 2000 ليرة.

وذكرت وسائل إعلام موالية للنظام، أن الجهات المختصة في المحافظات والمسؤولة عن تعرفة الركوب في وسائل النقل، لم يتسنَ لها بالأمس تعديل التسعيرة، وهو ما أوقف حركة النقل بشكل شبه كامل في مراكز المحافظات والأرياف في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام.

وعلق الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي زياد غصن في منشور كتبه على صفحته الشخصية في "فيسبوك" قائلاً: "مشهد هذا الصباح يقول: نحن لسنا بأيد أمينة".

أما على مستوى ارتفاع أسعار السلع في الأسواق السورية، فقد بدأ المصرف المركزي اليوم التالي بعد قرار رفع أسعار المحروقات، برفع سعر شراء دولار الحوالات بمقدار 400 ليرة إلى 10700 ليرة، الأمر الذي انعكس مباشرة على أسواق السلع المستوردة، حيث أكدت مصادر محلية، أن أغلب المحال التجارية توقفت عن البيع إلى حين وضوح الأسعار الجديدة التي سيعتمدونها لسلعهم، وبانتظار نشرة وزارة التجارة الداخلية لبعض أنواع السلع التي اعتادت على تسعيرها.

في غضون ذلك، أكد محللون، أن قرار الحكومة بالأمس رفع أسعار المحروقات إلى مستويات كبيرة، سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق بنسبة لا تقل عن 50 بالمئة، بينما أشاروا إلى أن الزيادة على الرواتب التي أصدر مرسومها رئيس النظام السوري بشار الأسد مساء أمس، والبالغة 100 بالمئة، كانت ستكون مقبولة لو أنه لم يتم رفع أسعار المحروقات.

وقال الدكتور إلياس نجمة، أستاذ السياسات النقدية في جامعة دمشق: "إنّ اللجوء لإرضاء الناس برفع الرواتب للتغطية على قضية رفع الدعم أسلوب بدائي، فالقضية ليست نقدية فقط بل اقتصادية واجتماعية، وآثار رفع الدعم وإسقاطاتها متنوعة وخطيرة وفقاً للفئات الاجتماعية المتنوعة وخصوصاً الدعم المتصل بوظائف الدولة الأساسية التي استقر عليها النظام العام والفقه المالي الحكومي منذ عشرات السنين والمتصلة بالتعليم والصحة والأمن والعدل".

نجمة، وفي تصريح لمواقع إعلامية موالية للنظام، أضاف: "في ظل ما يعاني منه الناس من ضغوط معيشة.. هم بحاجة لمن يأخذ قرارات، تريحهم، لا تزيدهم فقراً".

أما الخبيرة والمحللة الاقتصادية رشا سيروب، فقد كتبت على صفحتها الشخصية في "فيسبوك": "هل تعلم عزيزي المنتج أن الحكومة التي تنادي صباحاً مساءاً بدعم الإنتاج، رفعت المازوت الصناعي خمس مرّات منذ تشرين الأول 2020 لتاريخه، بأكثر من 7 أضعاف (731%)...؟".

وكتبت سيروب هذا الكلام قبل صدور قرار رفع أسعار المازوت الصناعي بالأمس، من 5400 ليرة إلى 8000 ليرة، معلقة بعد صدور القرار بنشر أغنية لزياد الرحباني بعنوان: "رح ينقطع الأمل بهاليومين".

ترك تعليق

التعليق