بلال النعال.. ولعبة المال والسلطة

يتربع رجل الأعمال الدمشقي، بلال النعال، على عرش امبراطورية من الشركات والأعمال يفوق عددها الـ 18 شركة واستثمار، أغلبها ناجح ويحقق أرباحاً طائلة، ومع ذلك تتوجه أنظار وسائل الإعلام اليوم، بشقيها الموالي والمعارض، نحو قرار محافظة دمشق بهدم المول الذي يملكه في حي الميدان الدمشقي تحت اسم "BIG 5" بسبب موقعه المخالف، وكونه لم يحصل على التراخيص المطلوبة، ولم يستطع كذلك إجراء تسوية مع المحافظة، تسمح له بالاستمرار في استثمار المول القائم منذ العام 2018.

والتاريخ السابق يذكّرنا بمول قاسيون، الذي تم سحب استثماره من بلال النعال ومنحه لرجل أعمال صاعد وطموح يدعى وسيم القطان، بفارق استثمار مليار ليرة سنوياً. إذ كان النعال قد حصل على حق استثمار المول في منطقة برزة، والذي تعود ملكيته للدولة، مقابل مبلغ 20 مليون ليرة سنوياً، بينما دفع القطان مبلغ مليار و20 مليون ليرة سنوياً.. وهو ما يعني أنه تم ترضية النعال بجائزة أخرى، وعلينا اليوم أن نبحث عن موقع آخر سوف يتم "تطييب" خاطره به، لا أن نندب حظه العاثر مع المولات التجارية.

ومن جهة ثانية، لو أردنا أن نحسب قيمة مبلغ الـ 20 مليون ليرة التي كان يدفعها النعال سنوياً مقابل استثمار مول قاسيون قبل العام 2018، سوف نجد أنها قريبة من قيمة المليار و20 مليون ليرة التي يدفعها القطان اليوم مقابل استثمار نفس المول.. وذلك وفقاً لفروقات سعر الصرف، بين العام 2018 واليوم.. حيث كان الدولار يساوي نحو 460 ليرة بينما يناهز اليوم الـ 14 ألف ليرة.

بكل الأحوال، على مواقع إعلام النظام والمعارضة، سوف تقرأ الكثير عن ارتباطات النعال المشبوهة مع محافظ دمشق السابق، بشر الصبان، وأنه هو من سهل له الحصول على مول قاسيون، ثم غض الطرف عنه لبناء مول "BIG 5"، لكن كل هذا الكلام لا معنى له، كون المروج له في البداية، هو صفحات وأشخاص يعملون بإمرة أجهزة المخابرات.. وكلنا يعلم كيف تدار الأمور في سوريا في حال أن النظام قرر التخلص من شخص معين، فهو لا يمنحه كل هذه الفرص، وإنما غالباً ما يوجه له ضربة قاضية تقصيه من المشهد دفعة واحدة.

أما بلال النعال فهو مستمر بالصعود، وما يثار حول قرار هدم "BIG 5" الذي اتخذته محافظة دمشق وبدأت بالفعل بتنفيذه، لا يعدو مجرد بعوضة في مجمل أعمال النعال الهائلة، وهو ليس كما تم تصويره، وبالذات من قبل بعض المواقع المعارضة، بأن أسماء الأخرس، زوجة بشار الأسد، هي من تقف وراء قرار الهدم، بعد أن رفض دفع أتاوة لها بقيمة 500 مليار ليرة..!

لو أردنا أن نستعرض قائمة الأعمال التي يملكها النعال والشركات المساهم فيها، سوف ندرك معنى الكلام السابق، وأن ما يتم تسويقه من صراع داخل النظام، بين رجال الأعمال وأسماء الأخرس، ما هو إلا حكايات ترضى غرور الجمهور، المعارض والموالي على حد سواء، بينما يغيب عن الأذهان بأن جميع هؤلاء إنما يعزفون في ذات الفرقة الموسيقية، والقليل منهم من يحظى بفرصة عزف صولو منفرد لوحده.. ولعل أحدهم اليوم هو بلال النعال..

قبل سنوات تم منح هذه الفرصة لوسيم القطان، الذي تم إخراجه من العدم إلى القمة خلال فترة زمنية وجيزة، ثم اختفى ذكره تماماً، وقبله حصل على ذات الفرصة، سامر الفوز.. إنها لعبة تداول أسماء لا أكثر، والرابط المشترك بينها أنها جميعاً تدور في فلك السلطة والنظام في أعلى قمة الهرم.. أي أنهم جميعاً مدراء لأموال لا يملكونها..

بلال النعال هو اليوم عضو مجلس شعب منذ العام 2020، وهو أيضاً عضو مجلس محافظة دمشق، وعدا ذلك فهو يفهم لعبة السلطة والمال جيداً، وبدا ذلك واضحاً لدى سحب حق استثمار مول قاسيون منه في العام 2018، إذ كتب رسالة وجهها للسوريين ووسائل الإعلام، أعلن فيها ولاءه لسيده بشار الأسد، وأنه لا يمكن أن يقف في وجه مصلحة الدولة.. وهذه الرسالة هي من لوازم لعبة السلطة والمال، التي كما قلنا أن النعال يتقنها جيداً.

خلاصة الكلام: نكاد نجزم أن بلال النعال لم يصبح من المغضوب عليهم كما يتم تصوير الأمر على مواقع المعارضة على وجه الخصوص، وأنه مقدمة لـ"تطفيش" رجال الأعمال الدمشقيين والاستيلاء على أموالهم وممتلكاتهم.. كل ما في الأمر أن هناك لعبة يقوم بها النظام يدعي فيها بأنه يكافح الفساد، مستخدماً العبارات الطنانة إياها، بأنه لا أحد فوق القانون، والكل سوف يخضع للمحاسبة.. هذه الحملة تأتي بالتزامن مع تزايد الإشاعات التي تتحدث عن سيطرة الإيرانيين على ممتلكات الناس في المنطقة الساحلية وعلى مقدرات كبيرة تابعة للاقتصاد السوري.. لذلك هي محاولة لتشتيت الانتباه وحرف الأنظار عن المصيبة الحقيقية التي تعيشها سوريا، عبر إشغال السوريين بقضايا تافهة.. مثل هدم مول "BIG 5" في حي الميدان، الذي لا يشكل أكثر من واحد بالمئة مما يملكه بلال النعال من شركات وأموال.

وفيما يلي قائمة بأبرز أعماله:

مؤسس مول قاسيون.

شريك في مطاعم "Big Five".

شريك مؤسس في شركة أبو الجدي للاستثمار.

مالك ومدير عام شركة النعال التجارية الدولية لتصدير وشحن البضائع من الصين.

المدير العام في شركة فالكون المتخصصة في مجال المناقصات وأعمال الحراسة والشحن.

شركة النعال للتخليص الجمركي.

شركة RB التجارية للاستثمار وتشغيل وإدارة المراكز التجارية.

شركة ماكس 5 للكيماويات.

مصنع النعال للصناعات الخشبية والمفروشات والتجارة.

شريك في "دامسكينو مول" الموجود بتنظيم كفرسوسة بدمشق.

شركة العامر.

شريك مؤسس في شركة السيد والنعال.

شريك مؤسس في شركة سيلينا.

شريك مؤسس في شركة سياج للتطوير والاستثمار العقاري.

رئيس مجلس إدارة شركة مهندسو الضيافة.

عضو مجلس محافظة دمشق.

عضو مجلس إدارة شركة دمشق القابضة.

عضو المركز الروسي السوري للأعمال.

عضو مجلس رجال الأعمال السوري – البيلاروسي.