من سرق كابلات "دير علي"..؟


تفاعلت قضية سرقة كابلات خط التوتر العالي بالقرب من محطة دير علي بريف دمشق أمس الأول، وخصوصاً بعدما كشفت التصريحات الرسمية عن حجم السرقة وقيمتها المالية الكبيرة، وهو ما دفع العديد من المعلقين على وسائل التواصل الاجتماعي في مناطق سيطرة النظام، للقول: "دود الخل منو وفيه"، لافتين إلى أن سرقة كبيرة من هذا النوع لا يمكن أن يقوم بها أفراد عاديون، وإنما جهات وعصابات لديها معدات كبيرة لنقل ما سرقته من مكان لآخر، في اتهام صريح مفاده أن من قام بالسرقة هو جهة متنفذة داخل النظام ذاته.

وأعلنت وزارة الكهرباء التابعة للنظام، أمس، عن تعرض أحد خطوط التوتر العالي دير علي- عدرا 400 ك.ف غرب محطة توليد كهرباء تشرين بحوالي 2 كم، لاعتداء وسرقة أمراس ألمنيوم فولاذ مع متممات السلاسل الحاملة للنواقل بطول 36 كيلو متر وتزن 100 طن، قيمتها ما يقارب 4 مليار ليرة سورية، ما أدى لخروج الخط عن الخدمة.

وأكد وزير الكهرباء غسان الزامل في تصريح لصحيفة "تشرين" التابعة للنظام، أنه تم تحويل القضية إلى الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش من أجل التحقيق وكشف الفاعلين، الأمر الذي أثار سخرية الكثير من المعلقين، مشيرين إلى أن القضية جنائية، ويفترض أن يحقق بها الأمن الجنائي.. فما علاقة الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش..؟!

وكشفت التعليقات الكثيرة التي تم كتابتها على الصفحات والمواقع الإعلامية التي تداولت خبر السرقة، عن ضعف الثقة المتفاقم بين الجهات الحكومية والسوريين، حيث أعلن الكثيرون عن يقينهم بأن من قام بهذه السرقة، إذا لم يكن من داخل وزارة الكهرباء ذاتها، فإنه سلطة متنفذة كبيرة داخل البلد، مشيرين على وجه الخصوص إلى أن من يستطيع أن يقوم بهذا الفعل وفي وضح النهار ودون خوف من المساءلة هم عناصر الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رئيس النظام السوري، ماهر الأسد.

كما شكك البعض الآخر من المعلقين في جدية الجهات الرسمية في معرفة السارقين، مؤكدين أن القضية سوف يتلاشى الحديث عنها بعد فترة من الزمن، ليتم تدوينها ضد مجهول، كما حدث مع أغلب السرقات التي تعرضت لها الشبكة الكهربائية في سوريا.

ترك تعليق

التعليق