اللاجئون السوريون في الأردن خسروا نصف ما يملكون "فرق عملة"!

جمال الهلال:100  ألف ليرة سورية لا تساوي 700 دينار

فراس الزعبي: نصرف الدينار الأردني الواحد ب145 ليرة 

فهمي الكتوت: تدني الليرة السورية أثر على حركة مراكز الصرف

علاء ديرانية: عزوف المتاجر والمصانع عن التعامل في الليرة


ما جمعه السوريون الذين لجؤوا إلى الأردن خلال سنوات طويلة ذهب أدراج الرياح خلال أشهر قليلة في أجورالمنازل ومصاريف يومية، فالمنزل الذي كان يؤجر بـ 60 ديناراً اصبح بقدرة قادر يؤجر بـ150 والسلعة التي كان ثمنها دينار صارت بدينارين وأجرة تكسي الأجرة التي كانت بقروش معدودة أصبحت بدينار ثابت لأقل مسافة يركبها اللاجىء السوري وهكذا دواليك، ورغم ذلك يتذمر الكثير من الأردنيين من وجود السوريين بينهم معتبرين أنهم أثروا سلباً على الحياة الاقتصادية بجوانبها المختلفة.

اللاجىء السوري جمال الهلال أحضر معه من سوريا -كما يقول- مبلغاً اعتقد أنه يكفيه ليعيش بكفاف ولكنه فوجىء بأن الـ 100ألف ليرة سورية لا تساوي سوى 600 أو 700 دينار أردني يقول "الحياة هنا في الأردن غالية والمائة ألف التي كنت أعيش فيها عام كامل لم تعد تكفي لشهرين هنا"ويضيف: "اللي كان معو مصاري من اللاجئين السوريين صرفهم وقعد بلا مردود والجمعيات الخيرية مساعداتها خفت الى النصف والعمل ممنوع إلا بموجب ترخيص يكلف أكثر من أربعمائة دينار".

أما فراس الزعبي وهو أحد جرحى الثورة السورية ويعيش في مدينة المفرق فقد أحضر هو الآخر ما اعتقد أنه يكفي ليعيش بكرامة ولكنه تفاجأ بتدني مستوى الليرة السورية مقابل الدينار الأردني، حيث بلغ سعر صرف الليرة في الآونة الأخيرة 145 مقابل الدينار الواحد. 

يقول الزعبي لـ "اقتصاد" "جئنا إلى الأردن بشكل مفاجىء ولم نحمل معنا سوى مبالغ بسيطة لاعتقادنا أن النظام سيسقط خلال أسابيع ولكننا فوجئنا بالفرق الكبير والشاسع في تكاليف المعيشة بين سورية والأردن وأن الأموال التي أتينا بها لا تساوي شيئاً بالنسبة لغلاء المعيشة هنا". 

هذه الأوضاع دفعت باللاجئين السوريين الذين يملكون عملة سورية إلى استبدالها تحسباً من هبوطها نحو الأسوأ بعد أن خسر هؤلاء نصف ما يملكون"فرق عملة"مما انعكس سلباً على أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية لأنهم بالمقابل خسروا كل شيء في سوريا من بيوت وأثاث وسيارات ومحلات وأملاك أخرى. 

استبدالِ العملة السورية
المحلل الاقتصادي فهمي الكتوت يرى أن انخفاض العملة السورية أثر سلباً على اللاجئ السوري في الأردن، إضافةً إلى أن التاجر السوري سيضطر عند استيراده أي مواد من الخارج إلى استبدالِ العملة السورية بعملة أجنبية، لرفع التأثير السلبي الواقع على تجارته، كما أدى تدني سعر صرف الليرة السورية مقابل الدينار الأردني إلى انخفاض سلبي في العجلة التجارية في مراكز الصرف، بحسب"محمد العلاونة"مسؤول أحد مكاتب الصرافة في الأردن.

إلى ذلك قال رئيس جمعية الصرافين الأردنيين علاء ديرانية أن"سعر صرف الليرة السورية قبل اندلاع الأحداث المأساوية في سوريا كان مستقراً وكان يقدر بحوالي 65 ليرة مقابل كل دينار أردني، أما على الدولار الواحد فكانت تتراوح بين 45 - 47 ليرة، و رأى ديرانية أن استقرار الأوضاع خلال تلك الفترة ساهم في المحافظة على معدل صرف ثابت وتذبذب أقل في الأسعار بما يتلاءم ومعدلات العرض والطلب وأضاف قائلاً:"يقدر سعر صرف الليرة السورية على الدينار الأردني حالياً بحوالي 114 ليرة، وحوالي 82 لكل دولار وخلال الأسابيع الماضية انخفضت قيمة الليرة السورية أكثر لتصل حوالي 105 ليرات لكل دولار وحوالي 130 ليرة على الدينار الأردني" مما يفسر عزوف التجار والمصانع عن التعامل بالليرة السورية، وأن معظم التجار السوريين أوقفوا تعاملاتهم بها وأقبلوا على عملات أخرى كالدولار والدينار الأردني. 

انخفاض الطلب
بشير طهبوب-مديرعام شركة الحرمين للصرافة- توقع من جانبه أن تشهد الليرة السورية خلال الفترة الحالية تذبذبات كبيرة في سعر صرفها وأنه قد يطرأ عليها ارتفاعات بنسب متفاوتة في الفترة الصباحية وتعاود الهبوط لنفس النسب أو اكثر خلال الفترة المسائية من اليوم نفسه، بيد أن معدل تذبذب سعر صرفها يتراوح حالياً بين 2% - 3%. ويرى "طهبوب" أن هنالك إقبالاً ضعيفاً على الليرة السورية في الأردن، كما أن الحوالات المصرفية انخفضت حالياً بشكل كبير، بالمقارنة مع بداية وقوع الأحداث في سوريا، وأن الطلب حالياً يقتصر لأغراض بعض أنواع التجارة فقط. 

ويتفق مدير عام شركة البركة للصيرفة "فراس سحلول" مع ما قاله طهبوب في أن تفاقم الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا سينعكس سلباً على وضع الليرة السوريةمضيفاً أن الموشرات تدل على أن الفترة القادمة ستشهد مزيداً من الانخفاض والتراجع في قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأخرى، وبالتالي انخفاض الطلب عليها من قبل التجار والمواطنين.

ترك تعليق

التعليق