نيويورك تايمز:المساعدات الإنسانية الأمريكية والدولية تساعد الأسد على "البقاء"

غالبية الأموال تذهب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية -اليوم السبت- أن الولايات المتحدة والمانحين الدولين الآخرين ينفقون مئات الملايين من الدولارات على المساعدات الإنسانية للسوريين المتضررين من الحرب الدائرة لكن هذه الأموال لم تجلب على المنطقة التى يسيطر عليها الثوار فى الشمال سوى السخط والغضب.وفقاً لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية "أ .ش . أ".

حيث، أن غالبية الأموال تذهب إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، والقليل الذى يصل منها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ليس له أثر.
وقالت الصحيفة -فى سياق تقرير نشرته على نسختها الالكترونية- إن الثوار يقولون إن المساعدات الإنسانية فى الحقيقة تساعد الاسد على البقاء فى حرب الانهاك، وقال عمر بيلسانى أحد قادة الثوار فى ادلب اثناء زيارة إلى بلدة حدودية تركية "المساعدات سلاح" مضيفاً "إمدادات الغذاء ورقة رابحة فى يد النظام".

وأردفت الصحيفة تقول: إن العقبة الكبيرة التى تحول دون وصول المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار هى الضوابط بعمل وكالات الاغاثة التابعة للامم المتحدة وفقا لقوانين رئيس النظام السورى وهو ما يحد من الوصول إلى مناطق المعارضة طالما أن المجتمع الدولى مازال يعترف بحكومة نظام الاسد واصفة وكالات الامم المتحدة بالقناة الرئيسية التى تمر عبها المساعدات الدولية.

وذكرت الصحيفة، أن ذلك تترجم إلى أن ينعم السوريون النازحون داخليا، والذين يعيشون فى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام بالرعاية فى معسكرات تديرها الامم المتحدة وتتواجد بها خيام ذات معايير وضوابط معينة بينما يعانى الآخرون الذين فروا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار من نقص حاد فى الاغذية والوقود والبطاطين والادوية.
وقالت الصحيفة: إن الاطباء فى مستشفى ميدانى فى حلب الخاضعة لسيطرة الثوار يضطرون إلى إخراج المرضى كل يوم بحلول الساعة الرابعة مساء لعدم وجود وقود او طاقة للإضاءة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن سعيد بكور ابو يحيى مدير المستشفى قوله إن نقص المساعدات الاجنبية "كارثة" مضيفا "لا نحصل على شىء".
وقالت الصحيفة: إن الولايات المتحدة فعلت اكثر مما فعلته اى دولة اخرى للتحايل على الامم المتحدة لكن دورها لايزال مجهولا لغالبية السوريين مشيرة إلى أن واشنطن تمرر نحو 60 مليون دولار - 10 مليون دولار منهم فى عام 2012 و 50 مليون دولار الأخرى فى عام 2013 - عبر الجماعات المستقلة غير الهادفة للربح بغية توصيل القمح والاغذية والبطاطين والادوية إلى المناطق الاكثر استقراراً الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقالت جماعة إنها استطاعت الوصول إلى غالبية حلب ولكنها لم تتمكن حتى الآن من فعل الأمر نفسه فى إدلب.

وقال دبلوماسى امريكى متخصص فى الشؤون السورية لم يكشف عن هويته لحساسية القضية "مساعداتنا الانسانية البالغة 385 مليون دولار حتى الآن تصنع فارقا .. لكننا لا نستطيع التحدث عنها".
وفى مقابلات أصر العشرات من السوريين الذين يعيشون فى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحرفى حلب وادلب على أن بلداتهم لم تحصل على مساعدات غربية وشكوا من "الوعود الفارغة".

وقالت الصحيفة إن مسؤولي الأمم المتحدة يعترفون بالمشكلة لكنهم يقولون إن البدائل لديهم قليلة طالما استمر اعتراف الامم المتحدة بحكومة النظام السوري وهو الامر الذى ليس من المرجح ان يتغير طالما دعمت روسيا بشار الاسد ناسبة إلى الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة ينس ليركي قوله "الحكومة سواء تقبلتها او لا تبقى هى الحكومة".

وقال ليركى، إنه من ضمن العراقيل الاخرى، أن الاسد حال دون استخدام وكالات الامم المتحدة أقصر وأكثر الطرق أمناً إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، مشيرا إلى أنه للتحايل على هذا الحظر عبرت ثلاث قوافل مساعدات تابعة للامم المتحدة خطوط المعركة للوصول إلى مناطق فى الشمال غير انه قال إنها رحلة خطرة، مذكراً بأن ثمانية من عمال المساعدات فى الامم المتحدة قتلوا جراء النزاع فى سوريا.

ترك تعليق

التعليق