ازدهار "بزنس" المطاعم السورية في مصر

 

افتتح عدد من اللاجئين السوريين في مصر مطاعم تقدم المأكولات الشامية والحلبية التي تلقى إقبالاً من المصريين نظراً لتمتع الطعام السوري بشهرة واسعة.
ونشرت صحيفة الأهرام المصرية تقريراً عما دعته "ازدهار بزنس المطاعم السورية في مصر"، موضحة أن السوريين اللاجئين "استغلوا" السمعة الطيبة للمطاعم الشامية وتفضيل الكثير من المصريين للطعام السوري في "عمل بزنس خاص بهم، يدرّ ربحاً لهم يساعدهم على مواجهة المعيشة".

وأوردت الصحيفة عن "زياد أبو عمار" قوله: كنت أعمل محاسباً بأحد المصانع السورية وبعد قيام الثورة السورية وتعرض بيوتنا للقصف واستشهاد عدد كبير من أفراد عائلتى، فكرت جدياً فى اللجوء إلى مصر أنا وزوجتي وأولادى لنبدأ حياة جديدة نستطيع من خلالها استكمال تعليم أبنائنا وتربيتهم.

اللاجئ السوري الذي فقد 15 فرداً من أقاربه، يوضح أنه لم يجد أى فرصة عمل في مصر منذ أن وفد إليها، لكنه انتهز فرصة مجيئه خلال شهر رمضان، واستثمر مهارة زوجته فى عمل أشهى الحلويات السورية لينشأ صفحة على فيس بوك، قام من خلالها بعرض ما يصنعه من حلويات، وبالفعل بدأ بتلقي الطلبات وتوصيلها، ولاقى استحسان الكثير من المصريين والعرب المقيمين في مصر، مما شجعه لتحويل نشاطه، ليشمل الأطعمة السورية جميعها وليس فقط الحلويات.

ويشير أبو عمار إلى أن "هذا البزنس يدرّ عليه وأسرته ربحاً جيداً لم يكن يتخيله"، و قد استطاع من خلاله استئجار شقة صغيرة، وإلحاق أبنائه بالمدارس والجامعات المصرية.

أما ياسر غندور اللاجئ منذ عامين، فيقول: رغم أنني جئت إلى مصر في توقيت صعب، إلا أنه كان لدى يقين بأن الوضع هنا سوف يتعافى سريعاً.. جئت وأنا متفائل بشدة لكنني فوجئت بأن الحياه هنا صعبة جدًا، فعلى الرغم من أنني "مهندس كهرباء" إلا أنني لم أُقبل في أي وظيفة، وبعد فترة من البحث وتلقي المعونات التى لا تتعدى مئات الجنيهات اقترح عليّ أحد المصريين افتتاح مطعم سوري، وبالفعل بدأت الإعداد لهذا المطعم منذ حوالي شهرين، حيث نزلت إلى الأسواق للبحث عن المنتجات السورية الأصلية، والتي على رأسها زيت الزيتون والزعتر البري.

ويوضح إنه قرر فى النهاية افتتاح مطعم للمعجنات والمناقيش السورية، وقد تأكد بعد فترة أنه من أكثر المشروعات المجزية مادياً.
ويشاركه فى الرأي نور الأورفلي 35 سنة، وهو رجل أعمال سورى، جاء إلى مصر منذ عام تقريباً، حيث قام بمجرد استقراره بافتتاح مطعم لأشهر الأكلات السورية، وعلى رأسها الكبة والفلافل الشامية والشاورما والمناقيش بأنواعها، بالإضافة إلى الحلويات السورية المعروفة.

ويرى أورفلي أن الفضائيات
والمسلسلات السورية مهّدت الأرضية لقبول المطاعم السورية في مصر، حيث أصبح الناس يبحثون عن الأكلات السورية.

بينما يؤكد نزار الخراط، وهو رجل أعمال سوري مقيم بالقاهرة منذ 40 عامًا، أن المطاعم هي النشاط الأنسب لطبيعة السوريين اللاجئين، وكذلك هي الأنسب لكسب الرزق في مصر.
ويضيف: الذين يقدمون على هذا البزنس هم أبناء الطبقة الوسطى لأنه لا يحتاج إلى رأس مال ضخم، أما رجال الأعمال وأبناء الطبقة الثرية فيختارون مشروعات من نوع آخر كالمصانع والشركات.

ويوضح محمد الديرى مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد اللاجئين السوريين فى مصر أكثر من 150 ألفاً، لم يسجل منهم لدى المفوضية سوى 4 آلآف و800 شخص فقط، مؤكداً على أن تساهل المسؤولين في منح تراخيص للمطاعم السورية، ساهم في انتشار هذا النشاط لدى اللاجئين السوريين.

ترك تعليق

التعليق