"نواعم الحرية "إلى خشونة المعامل في الأردن ..والدمشقيون أول المبادرين

 

نواعم الحرية وأمهاتهن من الحاجة وانتظار مواسم الجمعيات الخيرية يلجن سوق العمل من أبوابه الدمشقية في العاصمة الأردنية عمان، بعد أن بادر بعض الدمشقيين لافتتاح ورشات تطريز وحياكة ومعمل مصغر للخياطة تديره وتعمل به نسبة عالية من النساء برواتب تبدو ميسرة وإن كانت لا تكفي.

وبحسب أصحاب المبادرة فإن "افتتاح مثل هذه الورشات سيكفي العاملة السورية من حاجة السؤال لأبواب الجمعيات وضرب شائعات الإتجار بالسوريات، سيما إذا توفرت رعاية أردنية تغطي أو تسمح بمزيد من افتتاح مثل هذا المعمل بيسر وسهولة"يقول أحمد صالح صاحب ورشة خياطة في إحدى ضواحي عمان.

فيما ترفض سهام ماجد إحدى المسؤولات عن العاملات تهمة استغلالهن من خلال الأجور المنخفضة مشيرة إلى أن غالبية العاملات هن أخوات، وليس لديهن خبرة في العمل مسبقاً ونحاول أن ندربهن ولم نحدد أجوراً نهائية بانتظار المؤشرات الاقتصادية القادمة خصوصاً فيما يتعلق بأسواق تصريف المنتجات وأسعارها وهو ما سيحدد وجهة العمل النهائية والأجور أيضاً".

وبالتوازي مع مشاريع تبدو في أولى خطواتها انطلقت مبادرات مجتمعية برعاية أردنية غير رسمية تمثلت ببعض الجمعيات التي رأت أن العمل ضرورة للجميع وتشجيع النساء خطوة مهمة إن أخذت طريقها بالاتجاه الأمثل فأطلقت مشروع"كرامة لمساعدة العوائل السورية"، بحسب منظم المشروع بسام الديري، مشيراً إلى أن أصل المبادرة هن السوريات اللواتي رغبن عبر اجتماعاتهن سوياً أو من خلال عملهن بالمنازل، فركزن في ورشاتهن المصغرة على صناعة ملابس كالمنسوجات الصوفية، إلى جانب الإكسسوارات وصناعة المخللات وتقديمها للعرض بأسعار تشجيعية وأنجزن الأساور والسلاسل والحلي المختلفة، التي عكست الكثير منها روح الثورة السورية.

لافتاً إلى أن "مشروع كرامة" بدأ فعلياً بإنتاج المصنوعات منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، واستفاد منه حوالي ستين سيدة، وبمردود مادي يتراوح ما بين 50 إلى 100 دينار تقريباً لكل سيدة.

كما بدأت بعض المنظمات تفعيل دور المرأة السورية في أعمالها خصوصاً التي تبحث في واقعها وتتناول مخيمات اللجوء وتشير المطبوعة الصادرة عن مشروع "صوت" الذي تنفذه منظمة أرض بالتعاون مع "أوكسفام" إلى اهتمامها باللاجئين عموماً والمرأة خصوصاً من خلال تعزيز دورها وحضورها وتوثيق يوميات اللاجئين من خلال إشراك بعض النساء بالعمل وزيارة المخيمات والأسر مقابل بعض الأجور الرمزية.

وفيما ينتظر عموم السوريين في بلدان اللجوء مزيداً من رؤوس الأموال الوطنية أو العربية للتخفيف من وقائعهم اليومية الممزوجة بالألم وفراق الأرض والأهل وإقامة مشروعات اقتصادية تقيهم وصولهم لأبواب الجمعيات طالما عافتها نفوس السوريين وخصوصاً الحرائر منهن فإن مبادرات الدمشقيين قد تفتح الباب أمام رؤوس الأموال السورية والعربية لمشاريع تقوم على اليد السورية العاملة والقادرة والكفوءة.

 

ترك تعليق

التعليق