لاجئون سوريون يدعون لتوسيع حملات "الخبز للفقراء" بالأردن


استفاد لاجئو المملكة الأردنية من السوريين من حملات الخبز للفقراء ورأوا فيها من الأهمية أن تتوسع وتشمل جميع المناطق، حيث يقطن اللاجئ السوري وعلى الرغم من تباينات بدت في صفحات التواصل الاجتماعي التي يدمنها الشباب السوري في اللجوء، إلا أن الغالبية رأت بالفكرة وتطبيقاتها ما يمكن السوريين الفقراء من ارتياد هذه المخابز التي لا تحرج زائرها بطلب المقابل النقدي والذي يعتبره السوريون مرتفعاً بما لا يطاق مقارنة مع أسعار خبزهم المدعوم قبل الثورة، إذ يصل سعر كيلو الخبز في المملكة /ربع دينار/ أي ما يعادل 80 ليرة سورية.

وبحسب مواقع إعلامية أردنية فإن عدد المخابز التي استجابت للمبادرة بأصلها الأردني يبلغ 13 مخبزاً و7 مخابز قيد الانضمام، وتقوم الحملة على آلية بسيطة، لكنها مبتكرة ومتميزة، تتمثّل في أن يتفق بعض الميسورين مع مخبز على وضع كمية من الخبز بمبلغ معين في كل يوم مجّاناً للفقراء. وبدأ الإقبال من المتطوعين الراغبين في المشاركة في الحملة يزداد، وتم إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت، ووضع أرقام هواتف لمن يريد المساهمة.

يقول أبو سامر -أب لسبعة أفراد- ويقطن مدينة الزرقا القريبة من العاصمة عمان:"عرفت بهذه الأفران من أردنيين أصدقاء وكنت متردداً بادئ الأمر إلا أني وجدتها أمراً طبيعياً، إذ يمكن أن تجد العديد من الأردنيين، وهو ما يشجعك على ارتياد هذه المخابز لافتاً إلى أنها نوع من التكافل الاجتماعي بين أبناء المحنة الواحدة وشركائهم في الوطن، مؤكداً أن لا أحد يأخذ أكثر من حاجته من الخبز لأن بذهنه أن غيره بحاجة لهذا الخبز لأجل أطفاله".

وتنتشر هذه المخابز من العقبة جنوباً 400كم وصولاً إلى الشمال في المفرق والرمثا والوسط ضمن أحياء عمان العاصمة ووجدت الفكرة رواجاً وتشجيعاً من أسر مقتدرة فساهمت بتبرعات لتعزيز الفكرة ونشرها أكثر ويخطط أصحاب الفكرة لتكون عمّان أول مدينة في العالم تقدّم الخبز مجّاناً للفقراء.

ويذهب أصحاب الفكرة إلى أن هدفهم البعيد أن تلتقط المؤسسات الكبيرة والأغنياء مثل هذا السلوك الأخلاقي والاجتماعي الإيجابي، وتحوّل الأفكار الصغيرة إلى مبادرات كبيرة عبر وجود من يتبنّاها، و تكريس مفهوم المسؤولية الاجتماعية والأخلاقية للشركات والقطاع الخاص، وهي المسؤولية التي ما تزال غير واضحة لهذا القطاع الحيوي، ولا حتى للطبقة الثرية التي تعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية تفوق الدول المتقدّمة.

ويتطلع أبناء اللجوء السوريون إلى أدوار قادمة لهذه المبادرات وتعزيزها عبر تبويب دور الجمعيات الخيرية والتي باتت محطة شبهة في رميها الكثير من التهم على اللاجئ السوري ودفعه للتجمهر ساعات على أبوابها داعين لمبادرة موحدة من كافة الجمعيات والمتبرعين لمنح كوبونات شهرية تخصص للعائلات المتعففة تحدد مسبقاً الكميات والمواد وصولاً للاحتياجات المنزلية من ألبسة متنوعة ومواد تنظيف وأوانٍ.

وسبق أن ذهب بعض المبادرات الفردية لتوفير بعض متطلبات اللاجئين من خلال افتتاح أسواق خيرية خصصت للألبسة مرة وتوفير جرة غاز لكل اسرة مرة أخرى لكنها سرعان ما انكفأت وذابت وبقيت صورة الجمعيات وجمهورها الكبير تبحث عن الحلول الأنجع.

ويشير أصحاب مبادرة الخبز للجميع الاردنية إلا أنها لا تحتاج لكثير من الأطر المؤسساتية، إذ يكفي أن يتعاقد أي قادر على دفع ما يرغبه لتوفير بعض الخبز للفقراء بشكل يومي فيما تذهب مصادر إعلامية إلى أن الحملة تأتي في الوقت الذي تقدر فيه التوقعات الرسمية أن يصل خط الفقر المطلق للفترة الواقعة بين 2010 و /2013/إلى حوالي 700 دينار للفرد سنوياً (58.3 دينار شهرياً)، مقارنة بـ680 ديناراً (56.6 دينار شهرياً) خط الفقر للفرد للفترة 2006-2008.

ويعرف خط الفقر المطلق أو العام، وفق دراسات دائرة الإحصاءات العامة، أن مستوى الدخل أو الإنفاق اللازم للفرد لتأمين الحاجات الغذائية والحاجات غير الغذائية الأساسية التي تتعلق بالمسكن والملبس والتعليم والصحة والمواصلات، ويقصد به "الخط التقديري الرقمي الذي يقاس بالحد الأدنى من الإنفاق المطلوب لتغطية حاجات الفرد الأساسية (الغذائية وغير الغذائية)".

ترك تعليق

التعليق