الأغنياء يستغلون اللجوء الإنساني ويقصدون أوربا ..والفقراء لايملكون مايكفيهم النزوح إلى المناطق الآمنة

تتحضر معظم العائلات السورية هذه الأيام للاستفادة من فرص اللجوء الإنساني في بعض الدول، رغم مخاطر عمليات التهريب، والمبالغ الطائلة التي يحتاجها السفر، ما دفع البعض يبيع كل ما يملكه لتأمين تكاليف السفر "غير النظامي".

هناك من دفع الغالي والنفيس ليركب زورقاً صغيراً في عرض البحر، ويبحر لساعاتٍ متواصلة، وإما أن يحالفه الحظ أو أن تستهدفه القوات البحرية وربما تقتل البعض وتعتقل البعض الآخر، كما حدث الأسبوع الفائت مع ركاب الزورق المبحر من مصر إلى أوروبا.

اختلفت الوجهات والطرق لكن الغاية هي الهرب من الآلة العسكرية التي أنهكت البلاد والعباد، فالبعض وجد طريقه من سوريا إلى لبنان ثم إلى القاهرة ومن هناك نحو اللجوء الإنساني إلى إحدى الدول التي تحترم حق الإنسان في العيش، والبعض الآخر اختار وجهته إلى ذات الدول لكن عن طريق تركيا.

ومن الملاحظ أن غالبية من يحاولون الخروج من البلاد -ممن التقيناهم على الأقل- لديهم ملاءة مالية تسمح لهم بتأمين المبالغ المطلوبة، ويعيشون في أماكن آمنة نسبياً وليس في أماكن ساخنة أو مدمرة، فغالبية من هم تحت القصف لا يملكون المال اللازم للجوء حتى إلى المناطق الآمنة في سوريا، وحكماً هم لا يملكون ما يكفي لتأمين مستلزمات رحلة اللجوء الإنساني، وهنا يعتقد البعض أن هناك من يستغل فكرة اللجوء، ويذهب ليكون نفسه اقتصادياً، في حين أن هناك عائلات لها الحق فعلاً في اللجوء الإنساني لا سيما تلك التي تعيش تحت الحصار والقصف والدمار.

ميساء سيدة بدأت بتجهيز حقائب عائلتها للسفر إلى السويد عن طريق مصر، باعت كل ما تمتلكه، السيارة والشقة التي تقطن بها، لأن كلفة الشخص الواحد إلى السويد عن طريق مصر تصل إلى 3500 يورو "حوالي 980 ألف ليرة"، مع إبحارٍ يستمر لمدة سبع ساعات في عرض البحر، وهناك مسافة لا تقل عن خمس ساعات سيطلب منهم فيها إخفاض رؤوسهم وعدم التحرك، لضمان وصولهم بخير.

"أريد لأولادي أن يكملوا دراستهم ويبقوا على قيد الحياة إلى جانبي"، هذا ما تقوله ميساء شارحةً أسباب السفر وتضيف: عندما أودع أولادي قبل خروجهم من المنزل، أخاف أن لا أراهم من جديد وهذا وحده سبب كافي لأخرج من البلاد، لست في منطقة ساخنة، ولم يدمر منزلي، ولم أخسر زوجي أو أحد أبنائي، لكنني بت أخشى أن يحصل ذلك، وهذا ما دفعني أنا وزوجي إلى بيع كل ما نملك والتفريط بمدخراتنا لتأمين حياةٍ آمنة لعائلتنا، ولدينا أصدقاء وصلوا إلى السويد وأخبرونا أن السفر ليس بكل ذلك السوء الذي يصفه البعض.

وتبدو المخاطرة أكبر عن طريق تركيا، فالخروج إليها يريده البعض أن يكون تهريب، كما يقول ماجد الذي يحضر نفسه للسفر، والسبب في ذلك أن لا يتم ختم جواز سفره بختم الجيش الحر، لأنه ما زال يضع احتمال لو 1 % العودة إلى البلاد، ويضيف ماجد من المفترض أن أدفع مبلغ 4000 يورو "ما يقارب مليون  و120 ألف ليرة"، لمهربٍ يريد إخراجي من تركيا إلى اليونان، وعن طريق جوازات سفر مزورة يمكن أن نصل إلى السويد.

ولا يخفي ماجد مخاوفه من الطريق، فهناك خطورة كبيرة سواء لناحية إطلاق النار علينا في عرض البحر، أو الغرق، وهذا ما شاهدناه حدث لكثيرٍ من المهاجرين، وأيضاً أخشى أن أتعرض لعملية نصب، فهناك من يأخذ المال دون أن يؤمن سفري وهذا أمر متوقع، وانا أعرف أنني لا أملك أي طريقة لاستعادة مالي بعد الدفع، لكنني أتعامل مع شخص سبق ووفى بوعده لبعض الأصدقاء، وفعلاً وصلوا إلى السويد.

ترك تعليق

التعليق

  • ما السبب
    2013-09-24
    وماذا تراهم يفعلوون وجميع دول الخليج التي يمكن أن تساهم في التخفيف عنهم قد أغلقت الأبواب في وجوههم أعرف العديد من الحالات الانسانية التي هي بحاجة الى اللجوء الانساني لحالات مرضية وتنكر الجميع لااستثناء من النظر الى مثل هذه الحالات حسبنا الله على حكام العرب حسبنا الله على ما أصابنا