اجتماع رفيع المستوى بجنيف للتضامن مع الدول المستضيفة للاجئين السوريين

بدأت اليوم الاثنين فى جنيف أعمال اللجنة التنفيذية للمفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فى جنيف والتي تستمر حتى الرابع من تشرين الأول /أكتوبر المقبل بمشاركة وفود الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

وقد خصصت اللجنة اليوم الأول من عملها لاجتماع رفيع المستوى لبحث التضامن وتقاسم الأعباء مع الدول المستضيفة للاجئين السوريين وحث المجتمع الدولي على مساندة تلك الدول، وهى الأردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر، وذلك بمشاركة وزراء خارجية كل من العراق والأردن وتركيا ووزير الشئون الاجتماعية اللبناني، خاصة وأنها تتحمل أعباء كبيرة فى سبيل استمرار استقبالها للاجئين السوريين وذلك على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وقطاع الخدمات والتعليم وغيرها من الجوانب بما فيها الأمني وكذلك الديمغرافى فى بعض الدول المستضيفة للاجئين السوريين مثل لبنان والعراق.

وأكد المفوض السامي لشئون اللاجئين بالأمم المتحدة انطونيو جوتيريس - فى كلمته التي افتتح بها أعمال اللجنة التنفيذية - أن المعجزة التي تتمثل فى نجاة اللاجئين السوريين من كارثة ثانية بعد أن فروا من جحيم العنف فى بلادهم إنما تعود إلي كرم الدول المجاورة التي فتحت حدودها لاستضافة مئات الالآف من اللاجئين السوريين.

وقال إن "تلك الدول، الأردن وتركيا والعراق ولبنان إلى جانب مصر، تستضيف اليوم أكثر من 2.1 مليون لاجئ سوري من المسجلين، إضافة إلي الأعداد الأخري لمن لم يتم تسجيلهم"، مضيفا أنه "بعد أن تم حرق سوريا لفترة طويلة جدا وانتشر شعبها بسبب الخوف فى كافة أنحاء المنطقة وتحولت مدن الدولة العربية إلى أنقاض ودمرت مدارسها ومستشفياتها ونضبت المخزونات الغذائية وأصبح الحاضر فى سوريا لا يطاق فإن الواجب يحتم مناشدة الدول المجاورة بأن تستمر فى فتح حدودها للاجئين السوريين، كما يحتم الطلب إلى المجتمع الدولي أن يدرك العبء الواقع على الدول المضيفة للاجئين السوريين وأن يتقاسم معها هذا العبء الذي يتزايد ثقله عن قدرة تلك الدول على تحمله".

ولفت جوتيريس إلى خطورة تأثير الأعداد المتدفقة للاجئين السوريين إلي الدول المجاورة مثل لبنان، مؤكدا أنه بوجود حوالى 760 ألف لاجئ سوري اليوم فى البلد العربي الصغير فإن ما يقارب من 20 % إلى 25 % من سكان لبنان اليوم هم من السوريين وبما يخلف أعباء اقتصادية واجتماعية هائلة على لبنان إضافة إلي العبء الأمني.

ونوه بأنه مع تدفق اللاجئين السوريين إلى كردستان العراق أيضا فإن عدد سكان محافظة دهوك فى تلك المنطقة من العراق قد زاد بنسبة تصل الى حوالى 10 % منذ بداية التدفق.. وقال إن "دعم المجتمع الدولى للدول المستضيفة للاجئين السوريين يجب ألا يتوقف عند حدود المساعدات التى تقدم عبر المنظمات الإنسانية وإنما لابد وأن يتخطى ذلك إلى دعم التنمية فى حالات الطوارئ فى تلك الدول وبما يعنيه ذلك من دعم مجالات الصحة والتعليم والإسكان والمياه وغيرها، إضافة إلى ما يجب أن تقوم به المؤسسات المالية الدولية فى ظل حاجة تلك المجتمعات المستضيفة إلي استثمارات ضخمة للتنمية طويلة الأجل".

كما دعا جوتيريس باقية دول العالم إلى تقاسم الأعباء مع الدول المضيفة من خلال استقبال اللاجئين السوريين الراغبين فى الذهاب إليها خاصة وأن المجتمع الدولي قد يضطر إلى النظر فى مسألة إخلاء إنساني لحالات من اللاجئين السوريين إلى خارج المنطقة للمساعدة فى تخفيف الضغوط على دول الجوار.

وأعرب عن إحباطه من أن كل النداءات التي وجهت للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية قد وقعت على ما يبدو على آذان صماء ولم تستطع الأطراف العمل معا لوضع حد لمعاناة السوريين وكذلك زعزعة الاستقرار فى دول الجوار.

وقال إن "اتفاق الأسبوع الماضي فى مجلس الأمن بشأن الأسلحة الكيماوية فى سوريا قد يمثل بصيصا من الأمل لتحرك أوسع لتمهيد الطريق لشيء أوسع فى الفترة المقبلة".

ترك تعليق

التعليق