40% تراجع مخصصات الدعم الاجتماعي العام القادم.. و280 مليون دولار لإعادة الإعمار

كالعادة، استخدم مسؤولو النظام استراتيجية "استغباء" المواطن السوري، أثناء الإعلان عن الرقم المقرر لاعتمادات الدعم الاجتماعي المقدّم للسوريين، في موازنة العام القادم.

فوزير المالية في حكومة النظام أعلن أن الحكومة ستخصص 615 مليار ليرة سورية كدعم اجتماعي في موازنة العام القادم، مقارنة بـ 512 مليار ليرة في العام الجاري.

وإن كان مسؤولو النظام لم يذهبوا بعيداً في "استغباء" السوريين عبر الإعلان عن ارتفاع مخصصات الدعم الاجتماعي لهذا العام، إلا أنهم في المقابل لم يعلنوا صراحةً عن تراجع تلك المخصصات بنسبة تفوق 40% مقارنة بنظيرتها العام الماضي.

مخصصات الدعم الاجتماعي المتعلقة بدعم أسعار بعض السلع، كالمواد الغذائية الأساسية، وبعض أنواع المحروقات، تراجعت بالأسعار الجارية للدولار، من قيمتها الحقيقية نهاية العام الماضي، والتي تُقدّر بحوالي 5.690 مليار دولار، بسعر 90 ليرة للدولار حينها، إلى 3.417 مليار دولار، بسعر 180 ليرة للدولار حالياً.

أي أن مخصصات الدعم الاجتماعي لأسعار السلع والمواد الأساسية المدعومة من الدولة السورية، تراجعت بنسبة 40% لهذا العام.

كما ستخصص حكومة النظام 50 مليار ليرة لإعادة الإعمار في موازنة العام القادم، أي ما يساوي 280 مليون دولار فقط، بالأسعار الجارية للدولار حالياً، مقابل توقعات سفير النظام في موسكو بأن تكلف إعادة إعمار سوريا حوالي 100 مليار دولار، إذا توقفت آلة الحرب عن تدمير ما تبقى من البلاد الآن، أما إن استمرت خلال العام الجاري، فالرقم المذكور سيرتفع دون شك.

280 مليون دولار لإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الأسدية في البلاد، خلال العام القادم،...هذه تقدمة الأسد من ضرائب وموارد السوريين، لإعادة إعمار بيوتهم وأملاكهم وبناهم التحتية المدمرة بفعل آلته العسكرية.

و40% تراجع في نسبة الدعم الحكومي لأسعار السلع الأساسية، الذي تُفاخر حكومة الأسد باستمراره –نقصد الدعم الحكومي-.

بطبيعة الحال، لم تكشف حكومة النظام عن تكلفة تمويل آلة الحرب الأسدية، وكم تحتل من حجم الموازنة المرتقبة للعام القادم، ولم تكشف أيضاً عن تكاليف تمويل أجهزة الأمن الضخمة والشبيحة وسواهم. لكن من المتوقع أن تفوق تكاليف ما سبق ذكره، مخصصات الدعم الاجتماعي للسوريين الذين دخلت شريحة كبيرة منهم هامش العوز، وفي حالات، هامش الجوع، فيما تشرد الملايين منهم، في الداخل والخارج، جرّاء حرب النظام الشرسة على الشعب الثائر ضده.

ترك تعليق

التعليق