صندوق لمساعدة لبنان على استضافة اللاجئين السوريين

قال المدير الإقليمي للبنك الدولي الجمعة إن البنك سينشئ صندوقا لجمع مئات الملايين من الدولارات لمساعدة لبنان على تحمل تكاليف استضافة موجة اللاجئين القادمين من سوريا.

وقال مدير إدارة الشرق الأوسط في البنك فريد بلحاج إن الصندوق سيسعى لجمع تبرعات بما يتراوح بين 300 و400 مليون دولار للإنفاق على الأولويات الملحة ومنها التعليم ومكافحة الفقر.
وقال لرويترز في مكتبه بوسط بيروت "يجري الآن تشكيل الصندوق ويتوقع أن يبدأ العمل خلال أربعة إلى ستة أسابيع."

ويستضيف لبنان البالغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة أكبر عدد من اللاجئين السوريين بين جيران سوريا حيث تقدر الأمم المتحدة عددهم بحوالي 800 ألف لاجئ بينما يقول البنك الدولي إن العدد أكبر من مليون وآخذ في التزايد.

ويقول تقرير أعده البنك الدولي إن تدفق اللاجئين على لبنان زاد الأعباء على البنية التحتية والخدمات المرهقة بالفعل ويتوقع أن يكبد البلاد خسائر على مدى ثلاث سنوات قيمتها 2.6 مليار دولار في صورة إيرادات مفقودة ونفقات إضافية.

ويهدف إنشاء صندوق يشرف عليه البنك لأمور منها التغلب على عزوف دول غربية عن تقديم أموال مباشرة لحكومة تصريف الأعمال اللبنانية.

وتقول الحكومة التي تضم وزراء من جماعة حزب الله التي تعتيرها واشنطن وحلفاؤها جماعة إرهابية إن الإحجام عن تقديم دعم مباشر له دوافع سياسية.

وتواجه الحكومة أزمة سياسية عطلت اجتماع البرلمان منذ عدة أشهر واهتزت هذا الأسبوع باعتقال الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة بتهمة الاختلاس.

وقال بلحاج "نظرا لأن الصندوق يديره البنك فنحن بحاجة إلى التأكد من صموده فيما يتعلق بالجوانب الائتمانية."

وأضاف أن اجتماعا عقد مع ممثلين لدول مانحة محتملة يوم الجمعة الماضي حصل على تعهدات كافية وعلى إشارات كي يمضي البنك في إنشاء الصندوق.
وقال بلحاج "النرويج تعهدت بتقديم دعم وبريطانيا أعطت إشارات قوية على التزامها وهولندا تعهدت بالدعم" لكنه لم يحدد مبالغ وقال "نحن واثقون من أننا سنحصل على الأموال لبدء هذا الصندوق."

ويسعى لبنان أيضا للحصول على دعم أكبر وأطول مدى للتنمية للتصدي لانخفاض كبير في توليد الكهرباء يسبب انقطاعات يومية في الكهرباء وكذلك المساعدة في بناء منشآت للبنية التحتية والنقل.

ولكن خلافا للصندوق المكون من منح فإن الدعم الطويل الأجل سيشمل قروضا ميسرة ولا يمكن الاتفاق عليها إلا بعد أن يتغلب لبنان على أزمته السياسية.
وأدت الأزمة السورية إلى تفاقم الأزمة السياسية في لبنان.

وقال بلحاج إنه إذا استمر المعدل الحالي لتدفق اللاجئين فإن عدد اللاجئين السوريين على أراضي لبنان سيصل إلى مليونين بنهاية العام القادم وهو ما سيرفع عدد سكانه بنسبة 50% ويهز التوازن الطائفي الهش.
وأضاف "هذا أكبر من أن يديره بلد بمفرده" وحث المانحين على تلبية احتياجات التنمية بنفس القدر من الاهتمام بالقضايا الإنسانية الخاصة باللاجئين.

ترك تعليق

التعليق