بعد اسطنبول ..إطلاق حملة (الجوع التطوعي لإيقاف الجوع القسري) في الأردن

أطلق لاجئون سوريون وناشطون من عدة دول عربية وغربية حملة للإضراب عن الطعام تحت عنوان (الجوع التطوعي لإيقاف الجوع القسري) بهدف تأمين ممرّات إنسانية آمنة ودائمة برعاية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإغاثية لإيصال المواد الغذائية والطبية" حليب أطفال، الطحين، أدوية ... إلخ"، إلى المناطق المحاصرة، التي تعاني من سياسة التجويع والحصار الخانق المطبق عليها منذ شهور طويلة، وبعد أن انطلقت الحملة في اسطنبول بتركيا سيعلن عن إطلاقها أواخر كانون الأول الحالي في مؤتمر يقام لهذه الغاية في العاصمة عمان، ومن المقرر أن تبدأ الحملة فعلياً في 25112013 أمام مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلدا، مقابل مخابز بردايس من خلال اعتصام مفتوح يشارك فيه عشرات الناشطين. 

حول فكرة هذه الحملة والغاية منها تقول الإعلامية سامية صهيوني المسؤولة عن الحملة في الأردن لـ"اقتصاد":
انطلاقاٌ من تعريف القانون الإنساني الدولي المتمثل بمجموعة المبادئ والقواعد التي تقيد استخدام العنف أثناء الصراعات المسلحة سعياً إلى إﻧﻘﺎذ ﺣﻴﺎة اﻟﻨﺎس (أي ﺣﻴﺎة اﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ) اﻟﺬين ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة باﻟﻨﺰاﻋﺎت. ومن ضمن هذا العنف، محاصرة المدنيين السوريين العزّل واستخدام سياسة التجويع لأكثر من 500 يوم في بعض المناطق السورية لا سيّما "الغوطتين الشرقية والغربية من ريف دمشق، وبعض أحياء مدينة حمص، لذلك نطالب نحن المضربين عن الطعام الأمم المتحدة بالأخذ بعين الاعتبار مطالبنا الآتية: 

• فتح ممرّات إنسانية دائمة لإيصال المواد الغذائية والطبية "حليب أطفال، الطحين، أدوية ... إلخ "، إلى المناطق المحاصرة، ذلك أن سياسة التجويع والحصار الخانق المطبق على هذه المناطق ذات الـ "المليوني مواطن مدني أعزل" أنتجت مايزيد عن إصابة أكثر من أربعين طفلا وُثقت إصابتهم بشلل الأطفال، إضافة إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية، مما يشكل خطراً واضحاً وممكناً لتفشي هذه الأمراض في سوريا خصوصاً ودول الجوار عموماً.

• فصل العمل السياسي وما يدور في أروقة المؤتمرات السياسية الباحثة في الأزمة السورية عن العمل الإغاثي والإنساني الذي يقضي بإيجاد حل سريع ومكثف لتحييد الأشخاص المدنيين الذين لا دخل لهم بالصراع المسلح الدائر، والمحميين بموجب مواثيق وبروتوكولات حقوق الإنسان والتي وقعت عليها الجمهورية العربية السورية ولذلك نؤكد أن حملتنا لا ننتمي إلى أي فصيل أو تيار أو حزب سياسي أو عسكري، 
والعمل على تطبيق القرارات الدولية والمتعلقة بحماية المرأة والأطفال في النزاعات، وتحقيق مبدأ الشرعية الدولية في النزاع داخل سوريا. والسعي إلى تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1325. وتوجيه النداءات الدولية والاستغاثة الإنسانية لجميع أطراف النزاع للالتزام بواجباتها بموجب القانون الدولي الإنساني لحماية المدنيين.

وحول فكرة تنظيم الحملة والاعتصام في الأردن بعد انطلاقهما من ميدان "تقسيم" باسطنبول تقول الناشطة صهيوني: 
قررنا تنظيم حملة في الأردن نظراً لوجود عدد كبير من اللاجئين السوريين هنا، ولأن الحملة في المحصلة تمس قضيتهم الأساسية التي تسببت بتهجيرهم قسرياً من وطنهم الأم سوريا، وأريد أن أنوه أننا في الأردن تأخرنا عن الالتحاق بركب الحملة من بدايتها بسبب بعض الإجراءات الضرورية قانونياً، 

تشويه حقيقة ما يجري في سوريا !
وحول توقع أن تلقى الحملة تجاوباً من قبل المنظمات الإنسانية وأصحاب القرار في دول العالم تقول سامية صهيوني: 
بالنظر إلى تجاوب عدد لا بأس به من المواطنين الغربيين مع الحملة، وحتى هناك من بدأ بالإضراب عن الطعام منذ 15 يوماً مما سبب بعض الإحراج لحكوماتهم لأن للمواطن الغربي قيمة كبيرة في بلاده، ولذلك بدأت هذه الحكومات بالتواصل مع المضربين لإيقاف هذه الحملة، ولكن ردنا كان واضحاً أن لاشيء سيوقفنا قبل تلبية مطالبنا وفتح ممرات آمنة بحماية الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية لتمرير الدواء والطحين وحليب الأطفال إلى المناطق المحاصرة، ومطالبنا هذه تنبع مما أقرته مواثيق وبروتوكولات دولية لطالما دعت إلى حماية حقوق الإنسان سيما أثناء النزاعات المسلحة، وللأسف لاشيء منها مطبق على الصراع المسلح القائم بسوريا.

كما أن هدفنا هو تسليط الضوء إعلامياً على حقيقة مايجري في سوريا، لئلا تسمح التقارير الإعلامية المتناقضة بفهم القضية السورية واختصارها على أنها مجرد صراع بين إرهابيين من القاعدة وجماعات إرهابية مسلحة، وتصحيح اللغط الحاصل بأن مايجري فقط هو حرب طائفية وحرب مع القاعدة، وكأن ثورة سلمية لم تقم على حساب دماء الأبرياء العزل، ونحن نحاول أن نظهر للعالم أن حصاراً خانقاً فرضته قوات النظام السوري دام ومازال لأكثر من 500 يوم على بعض المناطق السورية سيما ريف دمشق وحمص مما أدى إلى قتل المواطنين العزل من رجال ونساء أطفال جوعاً.

وثائق دامغة
وعن إمكانية إرفاق وثائق وإحصائيات دامغة على تجويع النظام للشعب السوري ضمن مطالبات الحملة تقول الناشطة صهيوني: بالضبط هناك تقارير تتضمن كل الإحصائيات الموثقة عن أكثر من 80 طفلاً أصيبوا بشلل الأطفال لعدم توفر اللقاحات اللازمة نتيجة للحصار، إضافة إلى كل من قتل جوعاً، وهذه التقارير تم عرضها في المؤتمر الأول للحملة في اسطنبول بتاريخ 4 112013 سيتم عرضها - بإذن الله- في مؤتمرنا في الأردن بتاريخ 25 11 2013.

ترك تعليق

التعليق