سوريون جرحى في المشافي الإسرئيلية ... مخاوف متصاعدة والمرّ الأصعب

على قاعدة بيت الشعر "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة " أو العرف الشعبي "شو وداك على المر غير الأمرّ". تواصل إسرائيل العدو الأبرز للسوريين في استقبال مزيد من الجرحى في مشافيها فيما تبرز مبررات الجرحى والمؤيدين لذلك بالإشارة إلى استمرار معاناة الجريح السوري في دول الجوار وغياب حضور الأشقاء بشكل مؤسساتي وإغلاق العديد من مراكز العلاج الخاصة بالسوريين في دول الجوار.

وفيما تذهب بعض المعلومات للحديث عن أرقام تقترب من 300 جريح أو مسعف إلى المشافي الإسرائيلية، فإن أخرى تقلل الأرقام إلى النصف أو العشرات وسط غياب تقارير مؤكدة من المستقبل الإسرائيلي.

ويشير نشطاء بالقرب من الحدود الإسرئيلية إلى أن طواقم إسعافية مجهزة على الحدود تتجهز لاستقبال المزيد، لافتين إلى أحاديث يعود بها المغادرون أشبه بالسياحة الطبية لجهة التخديم والمعالجة وتقديم مصاريف جيب للجريح تتجاوز ال/200/ دولار إضافة لمرافقة مجندات إسرئيليات لجريحة السورية استجابة لمزيد من توفير الرعاية.
ويؤكد نشطاء أن أبرز المعابر تأتي بالقرب من معابر حدودية عند وادي اليرموك غرب درعا وصولا إلى الجولان.

وتشير غالبية المعلومات إلى أن عودة الجرحى عقب تماثلهم للشفاء هي علامة فارقة ومؤكدة، وبمجرد التماثل للشفاء يفضل الجريح السوري مغادرة الأراضي الإسرائيلية 
وتتحدث تقارير إعلامية إن العديد من الجرحى السوريين الذين يعبرون الحدود إلى إسرائيل للمعالجة تكون حالتهم الصحية خطيرة و يصلون إلى إسرائيل وهم فاقدو الوعي وعندما يستيقظون يفاجأون عند سماعهم لغة أخرى غير العربية.

وعلى الرغم من تكرار استثمار قنوات النظام السوري لمأساة السوريين وجراحهم بنسب التهم للجرحى الواصلين إلى إسرائيل، إلا أن الجانب الأخير سبق وصرح بأن البواعث أسباب إنسانية، مؤكدا أن ذلك لا يعكس أي تغيير في الموقف الإسرائيلي بعدم الرغبة في التدخل بسوريا، ولا يعني ترحيبا بأي نزوح محتمل للاجئين.

يقول الصحفي "مؤيد أبازيد" معلقا على ذلك :"إن الأصل هو غياب التضامن العربي الشقيق مع الجريح السوري، وهو ما يدفع ذويه إلى إسعافه إلى العدو، نافيا أن تكون الحالات التي يكثر الحديث عنها قد تحولت إلى ظاهرة، فهي ما تزال في حدود الحالات الفردية وإن تجاوزت العشرات".

ويذهب "أبازيد" إلى مخاوف تحول الوقائع اليومية إلى ظاهرة وتقديم لقبول شعبي يجري العمل عليه ليكون عدو الأمس صديق الغد، وهو ما يفرض قراءة أعمق قبل أن نتحول ما كان مكروها حتى الأمس القريب.

ويشدد "أبازيد" على حق الجريح في العلاج وهذا عرف دولي لا يبنى عليه اتفاقيات سياسية قادمة لكنه احد المؤشرات الاقسى لوحشية نظام الأسد وغياب موقف الأشقاء في دعمهم لتضحيات الشعب السوري ".

ترك تعليق

التعليق