صوت مناشيرقطع الأشجار يسابق صوت المدافع بدرعا

يسابق صوت المناشير الكهربائية صوت المدفع ويومياته، وفيما تتسارع المخاوف من غياب الخارطة الخضراء للمحافظة الجنوبية فإن التلويح لبعض الاعتداء على الأشجار الخاصة بدأ يأخذ حضوره أيضا، فيما تتقلّص مساحات القبول لفعل قطع الأشجار منادية بطرق أخرى تمكّن المستقبل من أن يعاد حضور "الأحراش" بدرعا.

كتبت بعض الصفحات الاجتماعية بصوت ألم وحرقة "شهر زمان ولن تبقى شجرة بسد درعا ..اليوم شاهدت اختفاء منطقة كانت خضراء وباتت جرداء ..أفهم أن البرد قارص ومن حق الناس الحصول على التدفئة .. ولكن ما لا أفهمه ولن أفهمه هي التجارة القاتلة وبدون مراعاة للأيام القادمة ..سباق في قتل وحصد أكبر كمية من أشجار سد درعا والشاطر من يقص أكبر شجرة ..أصوات المنشار الآلي لا تتوقف وعلت على أصوات القصف".

ومثلها أيضا تظهر بعض "البوستات" حول أرياف درعا تظهر مخاوف من استمرار الاعتداء على كروم الزيتون والعنب بالقطع تحت مبرر التدفئة، فيما سبق لقوات الأسد عشية دخولها لمدن "طفس" و"درعا البلد" أن أحرقت مساحات شاسعة من مزارع الزيتون والعنب وحتى الأشجار العادية لتزداد مساحات الحرق أو القطع يوميا.

ويرى الصحفي "مؤيد أبازيد" ابن "درعا البلد" أن اللوم وارد والنصيحة واجبة بطرق أفضل لقطع الأشجار كأن يتم تقليمها لننتفع بها مستقبلا، متسائلا "لماذا اللوم على بعض من أهلكهم البرد، أليس الأفضل أن نوجه لومنا لدول صديقة كيف سمحت بكل هذا التقصير؟".
ويضيف: "من الواضح أن بقاء الدافع ولو "شكلا" سيديم القطع ولن تحل المسالة إلا بتوفير التدفئة للمنكوبيين وتوفير الوقود للناس كما يوفره النظام في مناطق سيطرته والتي لا تبعد عن درعا البلد أكثر من ثلاثة كيلومترات". 

وفي ريف درعا باتت أحراش بكاملها أثراً بعد عين، بعدما أتى عليها اقتطاع عشوائي من السكان الساعين لدرء البرد، يقول بعضهم "مضطرون لقطع الأشجار بسبب البرد القاسي، حيث لا تتوافر الكهرباء والغاز والمازوت، لذلك نقطع الأشجار للطبخ والتدفئة".
وترتفع أصوات تحذر من مغبة استمرار قطع الشجر العشوائي على سلامة البيئة في مناطق درعا ومخاوف من أن يودي كثير من القبول والصمت إلى نهاية مساحات خضراء كانت حتى الأمس القريب "واحات للتنزه".

وفي مناطق باتت تتسم بأنها محررة، ولكن ينقصها الكثير من الدعم والرعاية يمكن لمهارة استخدام المنشار الكهربائي أن تعود على متقنها بخمسة دولارات أميركية مقابل كل شجرة، في حين ينال سائق الشاحنة ما قد يصل إلى 150 دولاراً مقابل نقل كل طن من الأخشاب وهو ما يعتبره البعض تجارة "غير رابحة"، مطالبين بمراقبة وملاحقة التجار وليس منع الدفء على من يكون غدا شهيدا بفعل استمرار القذائف الأسدية تنهمر على الشجر والبشر.

ترك تعليق

التعليق