صناعة الموزاييك السوري.. من أسواق العالم إلى أسوار مخيمات اللجوء

تعد صناعة الموزاييك من الصناعات التي اشتهرت بها مدينة معرة النعمان في ريف إدلب، والقرى والبلدات المحيطة بها، حيث كانت خلال عصور خلت مقصداً لعدد من التجار في لبنان والأردن، ومن ثم الولوج إلى أمريكا وأوربا وروسيا.

عن صناعة الموزاييك، يقول العم "أبو عايد" لـ "اقتصاد": "تتنوع صناعة الموازييك ما بين الهندسي، النباتي، والبشري، وتمر مراحل العمل فيها من خلال البدء بالرسم أو النقش، وتضع فوقها قطعة نايلون، وبعد النايلون، يوضع الغربول –الشبك- وصورة صغيرة للوحة لتميز الألوانوتنقل من الصورة، حيث يتم تثبيت تلك الأحجار بلاصق".

وعن الأحجار التي توضع لتشكيل اللوحة، يشير "أبو عايد" إلى أن مصدر الأحجار المستخدمة من عدة بلدان، حيث يجيء بالحجر الأخضر والكرزي، من الهند، والأبيض من إيطاليا، والأزرق من البرازيل، والأخير يعتبر أغلى أنواع الأحجار ثمناً.

وأضاف أبو عابد أن المتر الواحد من اللوحة يستغرق يوما كاملا تقريبا، ويعمل في إنجازها جميع أفراد العائلة، حيث كان الجميع يعمل في الـ"موزاييك" بعد العودة من الدوام في الدوائر الحكومية، والكلام وفقاً لـ "أبو عايد". 

ويتحدث العم "أبو عايد" عن تراجع صناعة الموزاييك بسبب غلاء الأسعار وانعدام التصدير، حيث يقول: "شاركت مؤخراً في معرض بتركيا، وبعت لوحة واحدة، خيث يبلع سعر اللوحة الواحدة بين 14 -30 ألف حسب طولها والأحجار المستخدمة في صناعتها، لكن بعد اندلاع الثّورة بقيت تلك الصناعة حبيسة مخيمات لجوء أصحابها وخاصة من أهالي "كفرنبل" الّتي تعرضت لوابل من القصف الهمجي من قبل قوات النظام.

وتبقى صناعة الموزاييك في زمن الحروب خاضعة لسلاح العنف ولاجئة ما بين دول الجوار ومخيمات التشرد على الحدود على أمل أن تجد من يبث فيها الروح ويخلصها من حالة الثبات ليصل بها إلى دول طالما تربعت في صدارة بيوتهم تلك اللوحات.

ترك تعليق

التعليق