في شوارع اسطنبول.. سوريون حوّلوا الثورة إلى وسيلة للتسول..والأطفال هم الضحية

 "بير ليرة..بير ليرة" لم تكن الكلمات لتلفت انتباهي، لولا أن الطفل المتسول الذي كان يشحذ مني ليرة واحد باللغة التركية، خاطب صديقه قائلاً :عطيني الكفوف برد!!..
إذاً أنت من سوريا؟

نظر إلى صديقه وتردد قبل أن يجيب بنعم..ولِما التردد فأنا من سوريا أيضاً، قلتها كي يهدأ الصبي الذي تفاجأ كثيراً..ما كسر الجليد هو ضحكة صديقه، وهو يطلب مني قائلاً: بما إنك من سوريا عطينا ليرة.
أعطيتهم ليرة وفي نيتي استثمارها في فتح أحاديث معهما، ولذلك سألتهما عن سبب وجودهما في مدينة اسطنبول على الرغم من أن الحكومة التركية توفر الإقامة في المخيمات في جنوب تركيا، فأجابني الطفل محمد أنهما كانا هناك إلا أن ذويهما فضلوا القدوم إلى اسطنبول للعمل..
العمل؟! وماذا تعملون؟

أجاب الطفلان: نحن نبيع المحارم كما ترين، وبعض أصدقائنا يبيعون المسابح في الحارة المجاورة..
ولكنكما لا تبيعان بل تتسولان، أليس من الأفضل لو كنتما في المدرسة في أحد المخميات.. ألم تشتاقان للمدرسة؟!
بصوت عميق أجاب الطفلان بنعم.. 
وماذا ستصبحان عندما تكبران؟ أجاب الأول بمدرس والثاني بطبيب..

ولكن كيف سيكون ذلك إذا كنتما تضيعان الوقت بطلب ليرة في الشوراع..بينما كان الطفلان ينظران إلي بعيون تقول: لاحول لنا ولاقوة.. جاء والد أحدهما وعلى وجهه علامات الامتعاض من وقوفي معهما، سألته لماذا لاتدع الأطفال يذهبون إلى المدرسة؟! سحب الأب الطفلين، دون أن ينطق بكلمة..

رحلا وهما يلتفتان إلى الخلف، بمشهد جسّد مستقبل سوريا الضائع في المجهول، فمع الأسف امتهنت العديد من الأسر السورية التسول في اسطنبول، بعد أن ابتدعوا ظاهرة كتابة ورقة؛ هي عدة المهنة، مكتوب عليها بالتركية نحن أسره سورية وليس لدينا معيل.

ترك تعليق

التعليق