أسامة اللوجي.. حكاية لاجئ قذفته يد التشبيح من سوريا إلى مصر فالسويد

ترك أسامة اللوجي عمله في مديرية مالية دمشق، بعد أن شعر بالخطر الحقيقي على حياته من استخبارات بشار الأسد، التي كانت تتابع تحركاته وهو يساعد في توزيع مواد الإغاثة على المتضررين من أبناء شعبه، بفعل حرب النظام عليهم.

ومن دمشق غادر أسامة نحو مصر، التي افتتح فيها مقهى صغيرا على أمل أن يساعده في توفير ملاءة مالية لاستقدام أفراد عائلته إلى مكان مريح وآمن، بعيدا عن أيدي النظام.

لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهى الهارب من "التشبيح الأسدي"، إذ لاحقه "تشبيح" جماعة مصرية قامت بتكسير مقهاه وأنهت حلمه، بقولها: "مش عايزين سوريين".

ويروي أسامة للإذاعة السويدية: "كسروا المحل والزجاج، وهم يقولون: إنتو السوريين وقفتوا حالنا (أضريتم بأعمالنا وحياتنا!)".

وعند هذه النقطة قرر أسامة الخروج من مصر، بل ومن كل محيطها، وحلق بخياله بعيدا، بعيدا .. إلى أقاصي شمال الأرض، وتحديدا إلى السويد، وبدأ يعمل على هذا الهدف.

وفي أواخر أيلول الماضي، انتقل أسامة إلى مدينة قرب شاطئ البحر المتوسط، النقطة التي تنطلق منها زوارق أحلام السوريين إلى أوروبا، لكنها في العديد من المرات تتحول إلى زوارق كوابيس، بل وموت، حيث يغرق الكثيرون وهم يحاولون العبور من ضفة المتوسط الجنوبية نحو ضفته الشمالية على قوارب متهالكة ومكتظة بالمهاجرين.

ومع إن القارب الذي سيستقله أسامة كان في عينيه قارب موت، فقد قرر عدم التراجع، لأنه "لابديل، وليس لدينا حلول سوى هذا الحل".. وهكذا استقل اللاجئ السوري القارب ليقضي على متنه 8 أيام تتضاربه الأمواج وأهوال الغرق، خاصة لشخص لايجيد السباحة مثل أسامة.. لكنه في النهاية وصل إلى الشاطئ الأوروبي، ومن هناك بدأت رحلات أخرى مرة بالقطار ومرة بالحافلة، حتى بلغ الأراضي السويدية.

نقلت السلطات السويدية أسامة إلى مخيم للوافدين من طالبي اللجوء، كان في الأصل دارا للمسنين.

وتسقبل السويد آلاف اللاجئين السوريين، وقد تزايدت وتيرة الإقبال على هذا البلد بعد أن قرر أن يمنح الإقامة الدائمة لأي لاجئ سوري موجود على أرضه بصفة مؤقتة، ويكفي أن السويد استقبلت خلال الشهر الأول من السنة الحالية 2014 أكثر من 1100 طلب لجوء قدمها سوريون، ما يظهر بوضوح كثافة توافد السوريين على هذا البلد.

وتقول استوكهولهم إنه ومنذ بدء الأزمة السورية عام 2011، استقبلت السويد ما يفوق 25 ألف سوري.

واليوم ينتظر أسامة أن ينخرط في المجمتع السويدي مطالبا بالإسراع في تعليمه لغة البلاد، للقضاء على الوحدة والملل اللذين يعانيهما، كما ينتظر بشوق أكبر أن تنتهي إجراءات قبول لجئه ليتمكن لاحقا من مباشرة إجراءات استقدام عائلته (زوجته وأطفاله)، كما يحلم بأن يعيد افتتاح مقهى صغير كالذي حطموه له في مصر، تجنبا للعيش "عالة" على أحد، كما يقول أسامة.

ترك تعليق

التعليق