تحدي الغاز يضع القارة العجوز أمام الخيار الصعب

لعل الملف الأهم أمام الأوروبيين خلال قمة بروكسل هذا الأسبوع، هو أوكرانيا وكيفية تأمين الغاز البديل عن روسيا الاتحادية، إذ يستبعد الخبراء قدرة الأوروبيين على الاكتفاء ذاتياً، حيث أظهر تقرير صادر عن المفوضية الأوروبية أن الاستكشافات في مجال الغاز الصخري ستساعد أوروبا على تأمين 40% فقط من احتياجاتها للغاز في أفضل الحالات ما يعني استمرارها في استيراد 60% من احتياجاتها من الخارج.

وإذا افترضنا أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتخفيف اعتماده على الغاز الروسي الذي يؤمن حالياً نحو 30% من احتياجاته، فالخيارات المتاحة على المدى القصير تبقى محدودة. فأحد الخيارات المطروحة للاستخدام هو خط أنابيب البحر الأدرياتيكي الذي ينقل الغاز من أذربيجان عبر اليونان وإيطاليا وأوروبا الغربية، لكن يبقى هذا المشروع قيد التنفيذ حيث من المتوقع، البدء ببنائه في 2015 على أن تنطلق عملياته في 2019. ومن المنتظر أن ينقل نحو عشرة مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز أي نحو 2% من احتياجات أوروبا الحالية للغاز.
أما الخيار الآخر فهو زيادة الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال الذي من المتوقع أن تبدأ الولايات المتحدة بتصديره عام 2015، حيث حثت أربع دول أوروبية هي: بولندا وهنغاريا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك الكونغرس الأميركي مؤخراً بتخفيف القيود على تصدير الغاز الصخري وتسريع قدرتهم على استيراده.

إضافة الى ذلك تتجه بعض الدول الأوروبية لاستخدام الفحم لتوليد الطاقة بهدف تخفيف الاعتماد على الغاز في ضوء استبدال أميركا الفحم بغازها الصخري ما زاد من كميات الفحم المتاحة للتصدير إلى أوروبا. لكن مع ذلك يبقى اعتماد الاتحاد الأوروبي كبيراً على الغاز الروسي وتحديداً الذي يمر عبر الأراضي الأوكرانية، حيث يمر 66% من الغاز الروسي المتجه إلى الاتحاد الأوروبي عبر الأراضي الأوكرانية بحسب شبكة الأنابيب الظاهرة على هذه الخارطة.

فيما تعتبر ألمانيا أكثر دول الاتحاد اعتماداً على الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا، إذ تؤمن 36% من إجمالي استهلاكها للغاز من روسيا تليها إيطاليا بنسبة 27%، ففرنسا بنسبة 23 %.وفي حال وقف الإمدادات إلى أوكرانيا كما فعلت روسيا في 2006 و2009 يمكن للاتحاد الأوروبي مواصلة استيراد الغاز الروسي عبر مشروع NORD STREAM الذي يضخ الغاز الروسي عبر بحر البلطيق الى ألمانيا لكنه غير مستخدم بطاقته القصوى بعد نتيجة نقاط تبقى عالقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.

أما المشروع الثاني المعروف بـ SOUTH STREAM يهدف الى تأمين 25% من احتياجات أوروبا للغاز سنويا بحلول عام 2018 عبر البحر الأسود إلى اليونان وإيطاليا والنمسا. وهو يعتبر مشروعاً منافساً لأنبوب NOBUCCO الذي لم يرَ النور وكان يهدف لنقل الغاز عبر تركيا إلى النمسا.

ترك تعليق

التعليق