"و. ط" وتفاصيل أخرى في قصّة المليون دولار المُختفية في تعاملات وحدة تنسيق الدعم

أين ذهبت أكثر من مليون دولار أمريكي في تعاملات وحدة تنسيق الدعم؟

قدمت الوحدة إجابتها أخيراً على هذه الحيثية التي أثارت الكثير من الجدل. ونشرت توضيحاً مالياً مفصلاً بمصير النفقة المُتحفظ عليها من جانب مؤسسة "ديلويت" للمحاسبة، المدقق الخارجي على تعاملات الوحدة المالية.

وأوضحت الوحدة أن مبلغ المليون دولار التي تحفظت مؤسسة "ديلويت" على مصيرها، تم توثيق أكثر من ثلثيه بعد صدور تقرير المؤسسة، فقد وصلت التوثيقات متأخرة. وأشارت الوحدة إلى أنها مستعدة لتقديم الوثائق المتعلقة بتلك المبالغ عند الطلب لدى الإدارة المالية للوحدة.

المبلغ الذي تم توثيقه مؤخراً، بعد صدور تقرير "ديلويت"، يبلغ /731322/ دولار ويشكل نسبة 68.63% من النفقة المتحفظ عليها. أي أن الوحدة تمكنت من توضيح مصير ثلثي المبلغ "المُختفي".

لكن في المقابل فقد عجزت الوحدة عن الإتيان بتوثيقات متعلقة بـ 31.37% من النفقة المتحفظ عليها، أي ما قيمته /334313/ دولار.

ونشرت الوحدة بالتفصيل أين أنفقت تلك المبالغ غير الموثقة، وأشارت إلى أسماء الأشخاص المسؤولين عن إنفاقها بالأحرف الأولى.

وكان "و.ط"، الذي وُصف بأنه موظف في الإدارة السابقة للوحدة، صاحب النصيب الأوفر من النفقات غير الموثقة، إذ وصلت النفقات التي يتحمل المذكور مسؤوليتها إلى 259955 دولار. وأوضحت الوحدة أنه تم اتخاذ الإجراءات المالية والقانونية حيال الموظف المذكور، وتم إحالة كافة الملفات المرتبطة به إلى المكتب القانوني للائتلاف.

كما حمّلت الوحدة مسؤولية نفقات أخرى غير موثقة لموظفين آخرين أشارت إليهم بالأحرف الأولى من أسمائهم، لكن قيم النفقات تعد صغيرة مقارنة بتلك التي يتحمل "و.ط" مسؤوليتها.

وتظهر أبرز الانتهاكات المالية فيما يرتبط بنشاطات مكتب الوحدة في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث لم يتم تسجيل عقد إيجار لستة أشهر.

وكان هناك مبلغ 39323 دولار غير موثق، وصفته الوحدة بأنه مصاريف مالية إدارية ناتجة عن تكاليف التحويلات المالية. إذ يصعب الحصول على أية وثيقة تعبّر عن مصروف التحويل عند إجراء أي تحويل من خلال صراف غير بنكي. وذلك بغية تجنب تكبد عمولات التحويل العالية عبر ويسترن يونيون ولتعذر التحويل المصرفي لدواعٍ أمنية، حسب ما ورد في التوضيح المالي المنشور من جانب وحدة تنسيق الدعم.

ودفاعاً عن نفسها، قالت وحدة تنسيق الدعم في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إن النفقات غير الموثقة لا تشكل إلا 2% فقط من إجمالي المدفوعات الموثقة. مشيرة إلى أنها نشرت التوضيح المالي الخاص بالنفقة المُتحفظ عليها لتتحمل كل الجهات الواردة (في التوضيح المالي) مسؤوليتها في التأخير أو الامتناع عن تقديم التوثيق.

وبررت الوحدة عدم عرض كل المعطيات المتعلقة بالجهات التي استلمت أموالاً منها في وقت سابق، بالقول: "نودّ أنّ نشير إلى أننا تجنّبنا ذكر أسماء الجهات المتأخرة في تقديم التوثيقات أصولاً أثناء نشرنا التقرير المالي للوحدة وتقارير المراقب الداخلي والمراقب الخارجي المستقل في آب الفائت، وذلك من باب الحرص على أدبيات العمل وبالتالي المهنية فيه، وإيماناً منّا أنّ طبيعة العمل بالمشاريع في الداخل السوري قد تحتمل ورود التوثيقات بشكلٍ متأخر خصوصاً في ظل الأوضاع الأمنية الصعبة التي يقاسيها الشركاء المنفّذون في الداخل على امتداد الجغرافيا الواسعة...".

وكانت مصادر إعلامية عديدة، أبرزها وكالة "رويترز"، قد ذكرت أن "مدققين لم يتمكنوا من تتبع مليون دولار في نفقات المساعدات لـ "الائتلاف السوري المعارض" الذي يسانده الغرب، ما أبرز صعوبة إيجاد بدائل قابلة للبقاء لمؤسسات الدولة التي يرأسها بشار الأسد والتي تمزقها الحرب...".

وتعد وحدة تنسيق الدعم، ذراع "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في مجال الجهود الإنسانية، وتنسيق جهود المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والمجالس المحلية، للتعامل مع متطلبات الأزمة الإنسانية في سوريا.

وحسب تقرير سابق لـ "رويترز"، فإن "شركة "ديلويت" للمحاسبة لم تتمكن من رصد وتتبع نحو 800 ألف دولار من نفقات الوحدة، بالإضافة إلى أكثر من 265 ألف دولار من المدفوعات النقدية"، وهو ما يعني أنها لم تتوصل إلى قناعة بأنها صحيحة...". وأضافت الوكالة: "...أعطت شركة "ديلويت" للمحاسبة وحدة تنسيق الدعم "رأياً فيه تحفظات" وهو مصطلح في مجال المحاسبة يعني أن البيانات الناقصة منعت المدققين من اعطاء الوحدة شهادة كاملة عن نزاهتها. ولم يتضح ما إذا كان هذا سيجعل المانحين يمتنعون عن تقديم المساعدات".

ترك تعليق

التعليق