السوريون الجدد في أوروبا...رمضانهم "بلا روح"

شكلت الأيام الأولى من رمضان صدمة كبيرة للاجئين السوريين الجدد في أوروبا. حيث تبدأ المعاناة من طول ساعات الصيام والتي قد تصل في بعض الدول إلـى /20/ ساعة، ولا تنتهي بغياب الطقوس الرمضانية التي اعتادوا عليها، من آذان ومسحراتي وغيرها من الطقوس الاجتماعية. فقد رأى البعض أن هناك الكثير من التفاصيل التي افتقدوها والتي جعلتهم لا يشعرون بقدوم الشهر الفضيل .. فما هي هذه التفاصيل ..؟

خصوصيات محلية

يقول محمد العويد، وهو صحفي لجأ مع أسرته إلى فرنسا العام الماضي: "عشرون عاماً مرت ونحن نرسل ونستقبل صحن رمضان بين الأهل والجيران والأصدقاء، أما حالياً لم يتبق لا أهل ولا جيران، لدرجة أننا لولا الحالة الإعلامية لما شعرنا أننا في رمضان من الأصل".

ويتابع: "نفتقد روح رمضان هنا، حتى عازف الناي قبيل آذان المغرب بلحظات الذي كنا نعبر عن انزعاجنا منه، اتضح أنه كان جزءاً من الطقوس الرمضانية الجميلة، والتي نفتقدها ونتوق إليها الآن".

ويختم "في أوروبا، تختفي أنت وخصوصيتك وخصوصية رمضان".

كذلك يرى مؤيد أبازيد، الذي يمضي أول رمضان له بالقرب من الحدود الألمانية الفرنسية، أن "صعوبة رمضان هذا العام في أوروبا ليس من حيث ساعات الصيام الطويلة فحسب، بل لما في القلب من لوعة واشتياق للوطن، إضافة لغياب الكثير من الأشياء التي اعتادوا عليها من لمة الأهل والأصدقاء والسهرات الرمضانية، والحي والأسواق ولكل شيء في سوريا".
 
ويضيف "كذلك صوت آذان المساجد غاب، وهي المرة الأولى التي نجلس فيها حول مائدة الإفطار دون سماع صوت الآذان. إضافة لغياب الكثير من الأكلات التي اعتدنا على تواجدها  في موائدنا الرمضانية في سوريا".
 
ويقول أبازيد أخيراً: "لكن تبقى مشاعر الحنين للوطن ومشاعر القهر لما وصلت الأمور إليه، هي هاجس أغلب السوريين في المغترب مع حلول الشهر الفضيل".
 
مسلمو أوروبا...مجموعات منفصلة..!!
 
يعيش في الكثير من المدن الأوروبية، عدد كبير من الجاليات المسلمة، من أصول عربية مغاربية، ويرى أبو حسين، الذي يمضي أول رمضان له مع أسرته في بلجيكا، أنه حتى الآن لم يستطع أن يقيم علاقات اجتماعية معها بسبب صعوبات التفاهم باللغة، بمن فيهم الذين يتحدثون العربية. ويضيف: "حتى الآن لم يطرق بابنا أحد ولم نتبادل التهاني بقدوم الشهر الفضيل مع أحد، وحتى في المسجد تمضي الأمور كما الأيام العادية...فكيف تريدنا أن نشعر بقدوم رمضان..؟".
 
وفي السياق ذاته يقول أبو علاء في هولندا: "على الرغم من أن أغلب المدن الأوروبية يوجد فيها عدد لا بأس به من المسلمين، إلا أن العلاقات الاجتماعية غائبة فيما بينهم. أو أن كل مجموعة تتواصل مع بعضها البعض فقط. لذلك لا بد أن يشعر السوري بـ "الغربة الرمضانية"، كونه ليس لديه مجموعة يتواصل معها".

وللشباب معاناة مختلفة
 
يشكل تزامن شهر رمضان مع فصل الصيف، معاناة إضافية بالنسبة للشباب الذين يمضون أول رمضان لهم في أوروبا. فالانفتاح هنا بلا حدود، حيث تنتشر مشاهد العري والخمر والفسوق بكثرة في الشوارع.. وفي هذا الإطار يقول "م، ح" : "فعلاً مقاومة الإغراءات المنتشرة في الشوارع تشكل تحدياً جديداً بالنسبة لنا كشباب غير متزوج ونصوم". ويضيف: "غض البصر من أبرز مقومات الصيام، لذلك نتحاشى النزول للشارع خلال ساعات الصوم إلا لضرورات التسوق".

ترك تعليق

التعليق