الإعلامي "ثائر الناشف" يدون رحلة الآلام التي سار على دربها كل السوريين أطفالاً ونساء ورجالاً

اختار الإعلامي السوري المعارض، "ثائر الناشف"، الهجرة غير الشرعية طريقاً للجوء إلى أوروبا مع عشرات اللاجئين الآخرين، بعد أن سُدت في وجهه كل السبل، لعدم تمكنه من تجديد جواز سفره وإبعاده عن زوجته وأطفاله في مصر للسبب نفسه -وفق ما ذكر على صفحته الشخصية في "فايسبوك"-.

 وبدا الناشف في شريط فيديو بُث على شبكة التواصل الاجتماعي، وهو يقف في إحدى الغابات على "الحدود الصربية الهنغارية"، ليقول وهو في حالة يُرثى لها من عناء السفر: "منذ يومين لم نجد طعاماً ولا أكلاً ولا غذاءاً"، مضيفاً أن "الأمن المجري يلاحقنا من مكان إلى مكان ويُطلق علينا الكلاب البوليسية".

 وتساءل الإعلامي، الذي كان يعمل لصالح عدة قنوات معارضة، "أين هي الحريات التي يدّعونها؟ أين هي حقوق الإنسان؟ أين هي الديموقراطية؟"، وتابع الإعلامي المثير للجدل: "خرجت في هذه الرحلة مع اللاجئين السوريين لأوثق رحلة الألم والمعاناة والعذاب والتشرد لهؤلاء اللاجئين لحظة بلحظة، وثانية بثانية، لأرى هذه الدول التي تدعي حريات وحقوق الإنسان"، واستدرك "أين هي اليوم من الوقوف مع هؤلاء اللاجئين، ومن معاناتهم، لا يقدمون لهم شيئاً، بل يلاحقونهم في كل خطوة وفي كل شبر"، واستطرد الناشف: "مضى علينا الآن يومان ونحن ملاحقون لا نستطيع أن نجد طريقاً لنا، وهناك رهبة الخوف من "التبصيم" لدى المجر فأي بصمة في المجر- كما قال- هي تضييع لحقوق اللاجىء بشكل كامل"، مضيفاً أن "الدول التي تقع خلف المجر وهي دول الاتحاد الأوروبي، تعتبر المجر خط الدفاع الأول لها من موجات اللاجئين".
 
وتابع الناشف أن "اللاجئين السوريين ليسوا عبئاً على أوروبا، فهم هربوا لأن بلادهم تدمّرت والعالم يقف متفرجاً عليها"، وأضاف: "إذا أرادوا أن ينقذوا سوريا فليجدوا حلاً لها"، ونوه إلى أن "أزمة اللاجئين لن تتوقف إلى أوروبا إذا لم تجد هذه الدول حلاً للأزمة السورية التي هي أبشع وأسوأ أزمة عرفها التاريخ منذ بداية الخليقة وحتى الآن".
 
وتوجه المذيع مشيراً لعدد من اللاجئين المستلقين خلفه من أثر الإنهاك والتعب قائلاً: "هؤلاء اللاجئين ينامون في العراء، لا يجدون ما يأكلونه، ينامون والنهر من خلفهم والحدود من أمامهم، والحشرات تأكل وتهرش أجسادهم، ولا يعلمون متى يتحركون ولا يعلمون متى يصلون".
 
وبدأ الإعلامي، "ثائر الناشف"، بتدوين ما أسماها سلسلة وثائقية لرحلة الآلام التي سار على دربها كل السوريين أطفالاً ونساء ورجالاً. وأشار الناشف على صفحته الشخصية في "فايسبوك"، أنه رافق اللاجئين السوريين الهاربين من جحيم المحرقة في رحلة مأساتهم ومعاناتهم، وشاركهم آلامهم وأوجاعهم في البحر والغابات والأنهار، مضيفاً أن "الكثير من هؤلاء اللاجئين تفاجئوا بوجوده بينهم في رحلة الشتات"، وأردف أن "معنوياتهم المحبطة من خذلان العالم لهم ارتفعت، وحملت بدوري تساؤلات اللاجئين السوريين الذين ينامون في العراء في غابات التيه، أين المعارضة السورية من آلامهم، أين منظمات حقوق الإنسان الدولية من احتياجات اللاجئين السوريين".

يمكن مشاهدة الفيديو المشار إليه عبر الضغط هنا

ترك تعليق

التعليق