الحلاقون في المعضمية.. صامدون رغم الحصار

مع اندثار كثير من المهن والحرف نتيجة لأجواء الحرب التي يعيشها السورييون، حافظ حلاقو مدينة معضمية الشام على صنعتهم رغم الظروف الصعبة التي عاشوا بها وما يزالون.

وبات من المعلوم أن مهنة الحلاقة ذات أدوات بسيطة معقدة في نفس الوقت، لأن الظروف الخدمية التي تحتاجها أضحت في مدينة مر عليها الحصار تلو الحصار، شبه معدومة أو معدومة بالكامل.

يقول أبو محمود (30 عاماً) أثناء زيارة موقع "اقتصاد" لمحله المتواضع: "نحن الآن نعمل بشكل جيد بالمقارنة مع طريقة عملنا في الحصار الماضي، لقد وصلنا لمرحلة مؤسفة كانت ستقودنا لإغلاق محلات الحلاقة بسبب غياب جميع الإمكانيات".



ويتابع: "كان الزبون يأتي جالباً شفرة الحلاقة معه إضافة لاستعمالنا الصابون بدلاً من معجون الحلاقة.. كل هذه الأمور شكلت صعوبات كبيرة لا يشعر بها إلا من عاشها".

* 15 حلاقاً في المدينة

مع تحسن الظروف قليلاً في المعضمية بعد فتح معبر المدينة بشكل جزئي بات بإمكان أي حلاق أن يحصل على مستلزماته البسيطة كالمقص وشفرة ومعجون الحلاقة.


ويوضح أبو محمود أن هذه الظروف ضاعفت من المحلات التي تعمل في هذه المهنة ليصل العدد إلى 15 محلاً على الأقل بينما كان عدد المحلات خلال أشهر الحصار لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

ومع استعماله المقص الحاد بشكل روتيني، يضيف أبو محمود: "بإمكاننا القول إن هذه المهنة تحسنت إلى حد ما، لكن الوضع المزري للمدينة لا يسمح بتطور مهنتنا أو بممارستنا لها كالسابق، المدينة بحاجة للكهرباء والماء، وهذه الأشياء تشكل الدافع الأساسي لتطوير المهنة".


* ماذا يقدم الحلاق لزبونه؟

اعتاد أبو محمود أن يعتذر لكل زبون يأتيه عن عدم استطاعته تصفيف شعره بشكل لائق بسبب غياب الكريمات وزيوت الشعر والبودرة والكالونيا اللازمة لهذه العملية، ويقول لـ "اقتصاد": "كثيرة هي الأعمال والخدمات التي حُرم منها الزبون بسبب غياب الكهرباء، فمثلاً لم يعد بإمكاننا إجراء تنظيف البشرة للزبون أو حمام الزيت أو السشوار.. وغالباً ما نغلق محلاتنا مع غياب الشمس نتيجة للإضاءة الضعيفة".


ويسترسل في حديثه قائلاً: "سأتابع عملي في هذه المهنة التي أحببتها من صغري مهما كانت الظروف حتى لو عدت إلى الموس القديم والماكينة اليدوية والصابونة، عوضاً عن المعجون، كما فعلناها في الحصار المنصرم".

وينهي حديثه بالقول: "إنها الحرب والبلد في أزمة كبيرة، لذلك علينا أن نتأقلم مع ظروفها السيئة وواقعنا المرير".

ترك تعليق

التعليق