كيف يعيش أهالي "كفر نبودة"؟.. تقرير بحثي يرصد المشهد الاقتصادي بريف حماه المحرر

لتحميل كامل التقرير اضغط هنا

أصدرت "مجموعة عمل اقتصاد سوريا"، تقريراً بحثياً جديداً، في إطار سلسلة "المشهد الاقتصادي السوري"، يسلط الضوء، هذه المرة، على بلدات من ريف حماه المحرر.

ويتناول هذا البحث طرفاً من ريف محافظة حماة المحرر هو بلدة كفر نبودة، شاملاً عدة نواح.

 وقد تم تركيز البحث على كفر نبودة، لكونها باتت مكتظة بالنازحين إليها في النصف الثاني من عام 2015 قبل العدوان الروسي، وكثير من النازحين وصلوا من ريف حماة الجنوبي وقرى سهل الغاب.

تقع كفر نبودة غرب محافظة إدلب أو غرب بلدة الهبيط أي غرب مدينة خان شيخون، وتتبع كفرنبودة لناحية قلعة المضيق - منطقة السقيلبية في محافظة حماة.

ويعد التقرير كفرنبودة تقريباً هي البلدة الوحيدة التي تعج بالسكان من بين مدن ريف حماة المحرر وقراه، أما أهالي قلعة المضيق وكفر زيتا فقد باتوا موزعين بين كفرنبودة والهبيط ومخيمات الشمال المحيطة بباب الهوى على الحدود التركية وفي مخيمات أطمة وقاح والدانا.

 لكن واقع الأمر أنه وبعد العدوان الروسي المباشر في أواخر الشهر التاسع وبدء الهجوم البري لقوات النظام والميليشيات الطائفية على كفرنبودة بمساندة الطيران الروسي في أوائل الشهر العاشر 2015 فقد تجدد النزوح لجميع الأهالي بسبب المعارك الطاحنة التي أصبحت كفرنبودة مسرحاً لها.

 ويحلّل التقرير الثاني عشر لمجموعة عمل اقتصاد سوريا التي يرأسها الدكتور أسامة قاضي ضمن سلسلة "المشهد الاقتصادي السوري"، الواقع الاقتصادي لثلاثة مناطق من ريف حماة: كفرنبودة-كفر زيتا-قلعة المضيق.
 
يتناول تقرير ريف حماة مصادر دخل السكان في القطاع الخاص من زراعة وصناعة وخدمات وتجارة وكذلك يتعرض لمصادر دخل السكان من القطاع العام، حيث يكشف التقرير أن نسبة الموظفين المنقطعة رواتبهم في ريف حماة بسبب معارضتهم للنظام بين 5 - 30% من نسبة الموظفين، وهناك بعض المناطق انقطعت فيها رواتب الموظفين بشكل كامل كقلعة المضيق واللطامنة.

كما تعرض التقرير لطبيعة الإنتاج الصناعي والزراعي والتجارة والخدمات وتقديرات أحجامه، وكذلك تعرض لتقديرات مستوى الدخل وحالة الخدمات الأساسية، والبنية التحتية، وأسعار السلع والوقود وتطور الأسعار وتقدير الأسعار المستقبلية.
 
أشار التقرير إلى أن كفرنبودة قدم إليها نحو 85000 نسمة من النازحين من بلدات ريف حماة وقراها، وقبلهم نازحين آخرين جاؤوا من كفرزيتا، وحلفايا، ومورك، واللطامنة، والحماميات.

 وتحدث التقرير عن نازحين جدد من قلعة المضيق والتونية والشريعة والغاب، مما أدى إلى اكتظاظ رهيب غير موجود في أماكن نزوح أخرى، حيث تتحمل هذه البلدة أربعة أضعاف سكانها، بنسبة انزياح سكاني يقدّر بـ 400%، أي أن هناك 100000 نسمة اليوم يقيمون في كفر نبودة.
 
ويذكر التقرير أن الزراعة مصدر أساسي للعيش لسكان ريف حماة الشمالي وسهل الغاب، والمنطقة معروفة بالنشاط الزراعي المكثف.

 ولكن في هذه الأيام توقفت كثير من المشاريع الزراعية نتيجة كثافة المعارك والنزوح، وتصل أجرة عامل الزراعة اليومي في كفرنبودة وما حولها إلى 300 ل.س فقط، إضافةً إلى كمية يومية من المحصول خصوصاً من المزروعات كالبندورة والخيار والبطيخ.

 كما تعد تجارة المزروعات هي التجارة الرئيسية في كفرنبودة، فبرادات الخضار لا تعدم طريقاً حتى الآن، وسوق الهال هو السوق الوحيد المزدهر.

ما زالت المنطقة ترسل برادات الخضار وشاحنات الجبس إلى المناطق الشرقية في سوريا والعراق بكميات لا بأس بها. يتمّ شحن ما يقارب 50-70 طن يومياً من سوق الهال في مواسم الربيع والصيف.
 
ويوصي التقرير بالعمل على المعالجة السريعة من قبل المنظمات الإغاثية لمشكلة ازدحام النازحين من أهالي ريف حماة، ودعم المنطقة بمشاريع تنموية من مياه وإعادة تأهيل شبكة الكهرياء، وإعادة تشغيل المشاريع الزراعية والإنتاج الحيواني القائمة أصلاً في المنطقة، وتشجيع الأهالي على العودة إلى أراضيهم، ودعم المنطقة صحياً، وإنشاء مشفىً ومراكز صحية للرعاية الطبية، حيث إن المنطقة تفتقر إلى أدنى الخدمات الصحية، ووضع خطط لعدم تسرب أبناء ريف حماة من التعليم، وإيجاد طرق آمنة لإعادة تفعيل استثمار المساحات الشاسعة لكروم الفستق الحلبي بين خان شيخون ومورك، وربط تجارته بالشمال المحرر، وتأمين الطرق الملائمة لسيارات شحن الخضار المبردة، وإعلان مناطق ريف حماة الشمالي كمناطق منكوبة ووقف القصف عليها، وإعادة النازحين إلى ديارهم وتركيز جهود المنظمات الإنسانية الدولية والوطنية المحلية.
 
ومجموعة عمل اقتصاد سوريا هي مؤسسة غير ربحية تعنى بالشأن الاقتصادي السوري يرأسها المستشار الاقتصادي الدكتور أسامة قاضي، وقد نشرت بالتعاون مع باحثين اقتصاديين سوريين 26 تقريراً اقتصادياً إلى الآن،  14 أربعة عشر تقريراً اقتصاديا بعنوان: "الخارطة الاقتصادية لسوريا الجديدة"، ونشرت كذلك 12 اثنى عشر تقريراً بعنوان "المشهد الاقتصادي السوري" إضافة إلى تقرير اقتصادي حول  "المنطقة الآمنة في الشمال".

ترك تعليق

التعليق