في ريف حمص الغربي.. "الشبيحة" تخطف وتقتل، و"الأمن" يوزع شهادات "استشهاد"

 رغم السيطرة الأمنية الشكلية لقوى الأمن التابعة للنظام في ريف حمص الغربي، مازالت هذه القبضة غير قادرة على فرض نفوذها أو سيطرتها بشكل فعلي، فمنذ بدء الثورة، تم تشكيل مجموعات كثيرة من الشبيحة "الدفاع الوطني" في المنطقة لتبسط نفوذها وسيطرتها، وانضم إليها أغلب أبناء هذا الريف من قرى ومناطق من الطائفه العلوية والمسيحيين، وقليل من السنة.

 لكن الأمور ما لبثت أن أفلتت من قبضة الأمن، فباتت هذه المجموعات بقيادات معروفة، أكثر تجبراً وتسلطاً، أهمها مجموعات: "خربة الحمام"، و"خربة التين"، و"بشر اليازجي"، ومجموعات "نظير"، و"كرير"، و"غوار"...إلخ

 وبات لهذه المجموعات دور بارز في ارتكاب المئات من جرائم الخطف والقتل والإخفاء القسري والنهب، حتى باتت هذه المجموعات صاحبة الرأي والقرار في مختلف المجالات في ريف حمص الغربي وصولاً للساحل. وأصبح أبناء القرى الموالية للنظام والذين ينتمي معظمهم للدفاع الوطني "الشبيحة"، يتصرفون في هذه المناطق كما يحلو لهم ويفرضون أنفسهم، فمن يقف في طريقهم يكون مصيره الموت أو الاعتقال والمجهول.

 خطف و قتل والأمن يغطي

 توسع إرهاب هذه "العصابات التشبيحية" ليصل إلى القتل عمداً بدافع السرقة، ولم تتمكن حتى قوات الأمن من السيطره عليهم أو ردعهم أو محاسبتهم.

فمن الأمثلة الفاضحة على الإجرام ما قامت به مجموعات "شبيحة" في منطقه خربة الحمام وخربة التين في ريف حمص الغربي، حينما اختطفت المحامي "إبراهيم جمعة"، المعروف من أبناء قرية "باروحة". فقد خُطف منذ مطلع العام الماضي ومعه زوجته وإحدى قريباته، وهو في طريق السفر بسيارته الخاصة الفارهة إلى دمشق.

 وقامت العصابة بإطلاق زوجته ومعها قريبة زوجها لإحضار الفدية. وبعد تسليم الفدية "2 مليون ليرة"، لم يُطلق سراح المخطوف، وبالرغم من تعرف الزوجة على مستلم الفدية وإلقاء القبض عليه من الأمن التابع للنظام، لم تقم قوى الأمن بمحاسبة الخاطفين أو تحرير المخطوف.

وتمضي الأيام، ليتم الإبلاغ ومنذ مدة عن "جثة المحامي"، ملقاة ومحروقة في مكبات نفايات "خربة الحمام".

الشبيحة تقتل المخطوف وأجهزة أمن النظام تعتبره شهيداً

 المضحك المبكي في حادثة خطف وقتل المحامي المعروف، كان بعد الإبلاغ عن جثته، إذ قامت جهات أمنية باجراء فحص "D N A" للمغدور للتحقق من الجثة، حيث تم العثور على جثتين إضافيتين، مُحترقتين، لمخطوفين آخرين، خطفتهما أيضاً نفس عصابات "الشبيحة".

 وبعد التأكد من الجثة في مشفى حمص، تم تسليم الجثمان لأهله ليُدفن في مدافن تلكلخ، والمفاجئة المضحكة المبكية، هي اعتبار المغدور "شهيداً"، من قبل الجهات الرسمية التابعة للنظام، ولم تتم محاسبة حتى أصغر شبيح شارك بالخطف والقتل من أي جهة أمنية أو عسكرية تابعة للنظام.

 جرائم الشبيحة بهدف السرقة والنهب

 في حادثة سابقة من العام الماضي، تم اكتشاف جثة محروقة لشاب من العريضة، يدعى (س، م)، في حارة الأكراد المدمرة والمنهوبة الواقعة في مدينة تلكلخ. وبعد التحقيق تبين أن القتل تم بدافع السرقة فقد كان المغدور يحمل (400) ألف ليرة سورية أثناء خروجه من المنزل، وقد تم اختطافه وقتله في "حارة الأكراد"، وحرقه، وقد تبين أن القاتل هو أحد عناصر الدفاع الوطني (ي، ع)، الذي تمادى في جرائمه من عمليات نهب وسرقة وتزوير وقتل ودعارة إلى الحد الذي لم يعد بإمكان القوى الأمنية التغاضي عن جرائمه فقامت بملاحقته ووقع اشتباك بينه وبين إحدى دوريات الأمن الجنائي في حارة المحطة بمدينة تلكلخ، ونتيجة تبادل إطلاق الرصاص مع عناصر الدورية، قُتل "الشبيح"، الأمر الذي أغضب عائلته والتي هددت بالانتقام، ولكن تدخل "شيوخ من الطائفة"، أدى إلى تهدئة النفوس لمنع الاقتتال بين قوى الأمن وعناصر "الدفاع الوطني".

وفي حالة مماثلة، تم اختطاف إحدى الفتيات وتدعى "خدوج"، من قرية الزارة، بدافع السرقة، حيث كانت تملك (12 إسوارة وطوق وحلق من الذهب)، وحتى اليوم لم يتم العثور على الفتاة أو على جثتها، وتم تبليغ القوى الأمنية عن اختفائها ولكنها لم تحرك ساكناً، رغم أن التهمة موجهة إلى أحد عناصر الشبيحة، وهو معروف أيضاً، حيث كان يتتبع خطواتها، ويسكن بجوارها.

هذه أمثلة ظاهرة وبسيطة لجرائم عديدة يرتكبها عناصر ما يسمى "الدفاع الوطني"، وتصرفات وجرائم ارهابية، من خطف وقتل وتعدٍ وسرقة وسلب وتسلط وتحرش، دون تمكن الأهالي من مواجهة أعمالهم أو الرد عليها أو رفضها.

ترك تعليق

التعليق