"دمشق تحترق بصمت".. حريق جديد في سوق أثري بقلب العاصمة

قال مصدر ميداني لـ"اقتصاد"، صباح اليوم الجمعة، إن حريقاً جديداً اندلع في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، في متاجر بسوق "المناخلية"، في دمشق، وهو سوق متاخم لسوق العصرونية، الذي شهد حريقاً ضخماً منذ ثلاثة أسابيع تقريباً.

الحريق الذي اندلع فجر يوم عطلة، كما حدث مع حريق العصرونية، لم تتضح بعد أضراره، وسط تكتم إعلامي ملحوظ من جانب وسائل إعلام النظام.

وقال المصدر لـ"اقتصاد" إن المنطقة التي حدث فيها الحريق تعد منطقة أثرية، وهي امتداد لشارع "الملك فيصل" بدمشق.

وذكرت صفحتان إعلاميتان مواليتان، خبر الحريق، لكنهما قالتا إنه حدث في حي "العمارة"، ولم تأتيا على ذكر سوق "المناخلية".

وحي "العمارة" متاخم تماماً لسوق "المناخلية"، مما يعني أن الصفحتين المواليتين، إما اشتبه عليهما الأمر، أو تقصدتا عدم لفت الانتباه إلى أن الحريق استهدف سوقاً أثرية جديدة بدمشق القديمة، بعد أقل من شهر من حريق ضخم أتى على سوق العصرونية.

وقالت صفحة "يوميات قذيفة هاون" الموالية، إن حريقاً نشب في حي "العمارة" خلف جامع "العداس"، مقابل مخفر "العمارة"، ورجال الإطفاء يعملون على إخماده.

بدورها، نشرت صفحة "دمشق الآن" الموالية، صورة للحريق، الذي قالت إنه اندلع في إحدى محلات الخشب في حي "العمارة" بدمشق، وأسفر عن أضرار مادية فقط.


وقد شهدت صفحة "دمشق الآن"، عشرات التعليقات التي قالت بأنها مؤامرة تحاك ضد دمشق، وأن مخطط إفراغ المدينة من سكانها الأصليين، ومن تجارها، جارٍ على قدم وساق، في إشارات غير مباشرة لنظام الأسد وداعميه الإيرانيين.

وسبق أن نشر "اقتصاد" تقريراً يتضمن معلومات مُسربة تؤكد أن حريق العصرونية الذي اندلع قبل أسابيع، كان مُدبراً، وأن تجاره تعرضوا لضغوط لبيع محلاتهم، قبل الحريق، وبعده، وأن محمد حمشو، رجل الأعمال المقرب من النظام، كان رأس الحربة في هذه العملية.

وسوق "المناخلية" من أسواق وأحياء دمشق القديمة، مازال محافظاً على شكله وإن تغيرت خصوصيته المهنية من صناعة المناخل والغرابيل إلى تجارة الخردوات والعدد الصناعية، ويعد مزاراً سياحياً، ويقع ضمن سور دمشق الأثري، ويعود تاريخه إلى أكثر من 1800 عام؛ أي ما يقارب تاريخ بناء الجامع الأموي وقلعة دمشق. يحده من الشرق حي "العمارة"، ومن الغرب قلعة دمشق، ومن الجنوب أحد فروع نهر بردى الذي يفصله عن سوق العصرونية، ومن الشمال شارع "الملك فيصل".

مادة ذات صلة:

"اقتصاد" يكشف تفاصيل: كيف دُبّر حريق "العصرونية"؟، وما دور "محمد حمشو" قبل وبعد الحريق؟

ترك تعليق

التعليق