خوفاً من الحصار.. المجلس المحلي في حلب يزرع ويشجع على زراعة الأراضي الفارعة في المدينة


قام المجلس المحلي في مدينة حلب، بزراعة عدد من المساحات المكشوفة في أحيائها، بالخضروات والبقوليات؛ تحسباً لحصار قد يكون مرتقباً، في ظل اشتعال المعارك في عدد من جبهات المدينة، فضلاً عن قيام المقاتلين الأكراد برصد طريق "كاستيلو" وهو الطريق الوحيد الذي يصل المدينة بريفها.

في هذا الصدد، يقول مسؤول الزراعة بالمجلس المحلي لمدينة حلب في تصريح خاص لـ "اقتصاد"، إنّ فكرة المشروع، انطلقت من الخوف من حصار حلب المدينة؛ نتيجة الهجمة الشرسة على الريف الشمالي، حيث قام مكتب الزراعة وتنسيق الحدائق في المجلس، بتبني مشروع زراعة المساحات الصغيرة، وشرفات البلاكين.


ويلفت الخلف إلى أنّ الهدف من المشروع يتمثّل في مساعدة الأهالي على التخلص من شبح الحصار، فضلاً عن تشغيل عدد من العاطلين عن العمل، والابتعاد عن السلة الإغاثية التي توصف من قبل السكان بـ "سلة الذل"، وكذلك تحسين الظروف البيئية في المدينة من خلال زيادة نسبة الأوكسجين، والتقليل من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون.

وفيما يتعلق بآليات تنفيذ المشروع، أشار الخلف إلى أنّ المجلس قام بتوزيع البذار، والأسمدة على عدد من مجالس الأحياء في المدينة، وكذلك أقام عدد من الندوات التعريفية؛ من أجل حض الأهالي على الزراعة، والتعريف بأهميتها، مشيراً إلى أنّ المساحات التي تم زراعتها، تُقدّر بحوالي 3 هكتارات، موزعة على أحياء "هنانو، جبل بدرو، والمصرانية".

وبيّن الخلف أن المزروعات التي قام المجلس بزراعتها، وتوزيعها على مجالس الأحياء، اشتملت على عدد كبير من الخضروات من بينها: "البندور، القثاء، البانجان، الكوسا، الفاصولياء، قرع، خيار، خس، سبانخ، ورشاد"، مشيراً إلى وجود مخزون استراتيجي في حال الحصار.


وتُماثل تجربة المجلس المحلي في مدينة حلب، بزراعة المساحات الفارغة من أحيائها، تجربة السوريين المحاصرين في حي الوعر الحمصي، الذين قاموا بزراعة حدائق الحي، وعدد من أسطحة المنازل، للتغلب على الحصار الذي يفرضه النظام والميلشيات الموالية عليه منذ أكثر من عامين.

وكان رئيس المجلس المحلي في مدينة حلب، "بريتا حجي حسن"، حذّر في تصريحات صحافية في شهر شباط/ فبراير من حصار المدينة، في ظل الهجمات الثلاثية الأطراف عليها، والمتمثلة بـ "قوات الأسد والميلشيات الموالية، المقاتلين الأكراد، تنظيم الدولة"، منوهاً إلى أنّ من بين الخطط التي سيقوم بها المجلس لمواجهة الحصار زراعة عدد من المساحات الفارغة في المدينة، من قبل المكتب الزراعي في المجلس المحلي.

ترك تعليق

التعليق