كلاب مسعورة تهدد الناس بريف حمص الشمالي.. وعلاج داء الكلب يكلف 350 ألف ليرة


الكلاب المسعورة أو (المكلوبة كما يسميها البعض)، مشكلة ما أن تنتهي حتى تعود للظهور من جديد. تنتشر هذه الكلاب في الأحياء المُدمرة والخالية من سكانها، والمزارع والمناطق النائية، وتأكل النفايات والجثث التي تبقى عالقة على جبهات الصراع، مما أدى إلى توحشها ومهاجمتها كل من يعترض طريقها.

في حادثة شهدتها الرستن بريف حمص الشمالي، هاجمت الكلاب طفلة أمام أعين أبيها وعمها، وكادت تودي بحياتها لولا تدخل أحد المارة بإطلاق النار على الكلاب التي تجاوز عددها 12 كلباً، كما قال شهود عيان لـ "اقتصاد".

 داء الكلب

 هو داء يصيب الحيوانات ذات الدم الحار، حيواني المنشئ، أي ينتقل من فصيلة إلى أخرى من الكلاب، وإلى الإنسان، وهو عبارة عن فايروس يضرب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض فالوفاة.

 وقد انتشرت الكلاب المسعورة (المكلوبة) في الآونة الأخيرة وهاجمت قطعان الأغنام والأبقار.

 أبو جاسم، أحد مربي الأغنام في بلدة الغنطو بريف حمص الشمالي، قال لـ"اقتصاد": "هاجمت الكلاب أغنامي، لم تكن كلاباً كانت أشبه بالوحوش وعددها تجاوز الـ 16 كلباً، ولولا امتلاكي سلاحاً كانت قتلت الأغنام وقتلتني".

 وأضاف: "هاجمت الكلاب بقرة لأحد المربين، لكن البقرة لم تمت، إلا أنها لم تعد تصلح للحياة مما دفع صاحبها إلى قتلها وحرقها ثم دفنها، خوفاً من انتشار الوباء".

  مكافحة الداء

 تقرير دولي أصدره التحالف العالمي لمكافحة داء الكلب، يفيد بأن هذا المرض يقتل 160 شخصاً يومياً، حول العالم، أي بمعدل 59 ألف شخص سنوياً.

وقال التقرير الصادر في نيسان 2015، إن الداء يتسبب بخسائر اقتصادية تتجاوز الـ 8.6 مليار دولار سنوياً.

 قبل بدء الثورة، كانت البلديات تقوم بحملات لقتل الكلاب الشاردة، لكن اليوم، في غياب جهة متخصصة بهذا الشأن، أصدرت المحكمة الشرعية في مدينة الرستن، بالتعاون مع جميع الفعاليات الثورية، قراراً يقضي بقتل جميع الكلاب الشاردة.

محمد أيوب، عضو في المجلس المحلي الثوري، قال لـ "اقتصاد": "عملنا على استصدار قرار بتفريغ بعض المقاتلين لملاحقة الكلاب الشاردة وقتلها قبل تعاظم المشكلة وانتشار داء قد يفتك بالمنطقة برمتها، خصيصاً بعد هجوم مجموعة من الكلاب على امرأة وتهديد حياتها".

 غازي أبو خالد، طبيب بيطري، قال لـ "اقتصاد": "لمنع انتشار هذا الداء الخطير يجب قتل الحيوان المصاب وحرق جثته ودفنها لكي لا تأكل منها أي حيوانات أخرى فتُصاب بالداء، أو تمتص البعوضة من الجثة دماً وتنشر الداء أيضاً".

  المصل المضاد

يرتفع سعر المصل المضاد لداء الكلب، فهو حكر على المشافي العامة عند النظام، وغير متوافر في الصيدليات الخاصة.

 وفي واقع الحصار، من يُصاب بهذا الداء ولا يستطيع الخروج إلى مناطق النظام، فمصيره الموت لا محالة بسبب عدم توفره في المشافي الميدانية.

 محمد خير، ممرض في مشفى الرستن الميداني، قال لـ "اقتصاد": "وجهنا أكثر من نداء إلى منظمة الصحة العالمية بإدخال المصل في قوافل المساعدات بسبب حاجتنا الماسة إليه، إلا أننا لم نتلقى أي إجابة على طلبنا بسبب عدم السماح بإدخال المواد الطبية الضرورية في قوافل المساعدات الإنسانية".

 يشار إلى أن المشافي التي تقدم هذا المصل تمتنع عن تقديمه إلا لمن يدخل المشفى، وعادة لا يُقدم المصل إلا بعد معاينة الكلب المهاجم.

 والجدير بالذكر أنه من الممكن تهريب المصل من مشافي النظام لكن بأسعار خيالية حيث يصل سعر الإبرة الواحدة إلى أكثر من 70 ألفاً، والمصاب بحاجة إلى أكثر من 5 إبر للتأكد من شفائه تماماً، فتكلفة علاج مصاب تتعدى الـ 350 ألف ليرة سورية.

ترك تعليق

التعليق