هل سيكون حريق سوق ساروجة.. الأخير في دمشق؟!


حريق جديد يلتهم جزء من سوق دمشقي جديد آخر, سبقه حريق العصرونية في الشهر الرابع من العام الجاري, هل هي الصدفة أم أن القضية أكبر من ذلك.

واندلع مساء أمس الأول، حريق في سوق ساروجة بحارة المفتي، في البيوت المقابلة لباب جامع الورد، في مدخل طريق عين الكرش (حيث باب الحارة القديم)، وعلى ما يبدو أن البيوت هناك قد احترقت تماماً وعددها ثلاثة، حتى تمت السيطرة عليه من قبل الإطفاء.


تضاربت الأنباء حول سبب الحريق، وصرّح أحد سكان دمشق، أبو ماهر، لـ "اقتصاد"، أنه كان في زيارة لساروجة وقت الحريق حيث كان متجهاً من جوزة الحدبا باتجاه حارة قولي، وقد مُنع المارة من الدخول  فاضطر لأن يدخل من حارة المبيض.

 ويوضح شاهد العيان أن الحريق بدأ من البيت المقابل لجامع الورد بحارة المفتي، وامتد من الخلف، إلى "أبو مرزوق" بياع العوامة.


وحسب رواية النظام، فإن سبب الحريق مفحمة تزود معظم المقاهي بالحي بفحم الأراكيل، موجودة في الطابق السفلي من البيت. وهي رواية أيدها بعض أهالي الحي.

وأدى الحريق إلى قطع الكهرباء، وذكّر الناس بحريق مماثل في حارة "قولي"، بجانب بيت درويش.


أما "ميسر"، أحد سكان الحي القريبين من مكان الحادث، فأكد أن الموضوع مفتعل، حيث كانت هناك محاولات كثيرة لشراء هذا العقار، وهو بيت دمشقي كبير فيه مستودعات بلاستيك ومواد غذائية وفيه قسم علوي مسكون من قبل ثلاث عوائل.

 وأضاف المصدر: "أسعار المنازل وهي محترقة وأهلها مشردون وبحاجة القرش، أرخص بكثير من أسعارها وهي بحالة سليمة وأهلها مرتاحون"، على حد وصفه.


وقد التقى "اقتصاد" الباحث التاريخي بالدراسات العربية والإسلامية لمدينة دمشق، عماد الأرمشي، الذي أشار إلى أهمية سوق ساروجة، إذ يعد من الأحياء الأثرية القديمة الغنية بأوابدها التاريخية، بدءاً من العصر السلجوقي ومن ثم العصر الأيوبي فالعصر المملوكي فالعصر العثماني انتهاءاً بالعصر الحديث.

 ويُعتبر هذا الحي العريق والغني بمساجده ومدارسه ومقاماته وزواياه الصوفية وبيوته الشامية العتيقة وحماماته ومقاهيه الشعبية، بمثابة رحلة عمر لحضارة إنسانية عريقة، امتدت على مدى عصور التاريخ الطويلة.

 ويُعتبر سوق ساروجة أول حي أُنشئ في دمشق خارج أسوار المدينة القديمة، وموازياً لسور دمشق الشمالي.


 ويمتد الحي غرباً من بوابة طريق الصالحية إلى مسجد الأقصاب وحكر السرايا بحي العمارة شرقاً، ومن المعروف أن هذه المنطقة كانت عبارة عن بساتين غناء كثيفة الأشجار المثمرة وكانت محافل للاصطياف والسيارين.

 وقد عُرف عن أهل الشام حبهم للسيران، مما دفع وزير الدولة تاج الملوك السلجوقي لبناء قصر ومسجد صغير له بالمنطقة.

ترك تعليق

التعليق